الرئيسية مقالات عامة

نقد الهيئة أم هدمها؟!

من المفترض دائماً أن النقد الموضوعي يشتمل على ذكر المحاسن والمساوئ، الايجابيات والسلبيات، النجاحات والإخفاقات.. ولكن أن يسير النقد في اتجاه واحد يرى المساوئ ويغض طرفه عن المحاسن فهذا يعني أننا بصدد عملية هدم واضحة المعالم!! هناك عملية هدم بدأت معالمها تتضح منذ فترة ليست بالقصيرة.. الهدم موجه لكيان يحفظ لمجتمعنا خصوصيته وتفرده وهويته الإسلامية، الهدم موجه للأسف لهيئة تحمل عن المجتمع واجب الأية الكريمة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكرالهدم موجه وبشكل واضح لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويبدو أن المهاجمين في أقصى درجات تفاؤلهم يتمنون يوماً أن تختفي الهيئة وتزول وفي أقصى درجات تشاؤمهم تتحول إلى كيان (شكلي) لا يأمر ولا ينهى وينحصر دوره في المناداة من السيارة (الصلاة … الصلاة).

كنا ومازلنا نرجوا من منتقدي الهيئة وأدائها أن يحدثوا أنفسهم ويحدثونا عن منجزات الهيئة قبل أن يتحدثوا عن ممارسات سلبية لأفراد عاملين بالهيئة، كنا ومازلنا نرجو من منتقدي الهيئة وأدائها أن يعرضوا على أنفسهم وعلينا مخالفات كشفتها الهيئة ومجرمون ومنحرفون أوقفتهم ومنعت شرهم عن الناس تماماً مثلما يعرضون علينا وبمبالغات واضحة أحياناً مخالفات لمنسوبي الهيئة أنفسهم. كنا ومازلنا نرجو من منتقدي الهيئة وأدائها أن يعرضوا على أنفسهم وعلينا نماذج رائعة لمنسوبي الهيئة وهم يتفانون ويبدعون في عملهم مثلما يعرضون علينا نماذج أخطأت في ممارسة المهام المطلوبة منها. ربما أكون منصفاً أو متحاملاً إذا عبرت عن يقيني بأن عدد كبير من المهاجمين  للهيئة وممارساتها لا يؤمنون بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرون دائماً أن الإنسان يملك حريته في مسلكه وأفعاله، في الغالب تعلموا هذا في مجتمعات أوروبية وأجنبية عاشوا في أحضانها حقبة من الزمن تركت آثارها محفورة على أفكارهم وتوجهاتهم وسلوكهم وانعكست على موقفهم من الهيئة تحديداً لأنها الجهة المعنية بوضع قيود على حريات تنتهي عند خطوط تمس قيم المجتمع وهويته، هم يهاجمون المبدأ قبل أن يهاجموا الهيئة وجملة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تسبب لهم ضيقاً وتبرماً وتفسد عليهم ذكرياتهم الجميلة في بلاد الحريات، لذلك ربما نريحهم فنغير مسمى الهيئة مع أني لا أتفق مع دعاة تغيير مسمى الهيئة لأن المسمى الحالي يرسخ في مجتمعنا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجعلها دائماً حاضرة أمامنا لندرك أن علينا كأفراد واجبات في هذا الشأن تفرضها شريعتنا علينا ويجب أن نتمسك بها لأنها تجلب لنا الخير وتدفع عنا الشر وإلا لما فرضت علينا!! ولكن في ذات الوقت أتفق مع الدعوة لتطوير أداء الهيئة ومنسوبيها، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراتبه التي تتدرج من التعريف إلى الوعظ بالكلام إلى التعنيف إلى المنع بالقهر إلى التخويف والتهديد بايقاع العقوبة في كل هذه المراتب هناك حاجة للبحث عن أساليب جديدة وابداعية لتحقيقها وتحديد الظروف الملائمة لتطبيقها ولست هنا أعلم من المختصين في هذا الشأن. أيضاً لا يوجد أعظم من ثقافة التعلم من الأخطاء، بالتأكيد هناك حالات معينة في ممارسات منسوبي الهيئة شهدت أخطاء متكررة ومن ثم تتضح أهمية تحديد هذه الأخطاء وسن القواعد التي تكفل عدم تكرارها. نقطة أخرى تتعلق بالقصور الواضح لدى الهيئة في تسويق أنشطتها وانجازاتها وحتمية التعامل المحترف مع أية شوائب تؤثر سلباً على صورتها الذهنية خاصة في ظل موجة الهجوم المستمر الذي تتعرض له الهيئة. وقبل كل ذلك الفكر الذي يقود الممارسات فالهيئة لا تعمل في فراغ ولكن تعمل في بيئة متغيرة ومتجددة ومن ثم حري بالهيئة وقادتها أن يجتهدوا في تطوير أفكارهم وأساليبهم بما يتناسب مع المتغيرات المحيطة  فالإدارة الحديثة تعلمنا أن المؤسسات –أياً كان نشاطها-  التي لا تتوافق مع المتغيرات المحيطة تنتهي وتندثر وهذا ما لا نقبله ولا نتمناه للهيئة ومنسوبيها.

قد يعجبك أيضًا
دعوة للحياة من جديد
أرجوك .. دعني أغادر ولك كل الاحترام…!
الحرب المنظمة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة