الرئيسية جديد الموقع مقالات عامة

معركتنا القادمة هي عاصفة العمل..!

وجهوا هذا السؤال للرئيس التركي رجب طيب اردوغان “كيف استطعت أن تجعل تركيا تصل إلى المرتبة التاسعة بين أغنى الدول العالم وقد كانت في المرتبة 111 قبل وصولكم للسلطة؟ فاجاب: لا أسرق!!” في عهد أردوغان  وصل حجم التجارة التركية إلى 840 مليار دولار بعد أن كان 250 مليا دولار في عام 2002، كما وصل دخل الفرد الى 11 ألف دولار سنوياً بعد أن كان 2330 في عام 2002 مع توقع أن يصل هذا الدخل الى 25 ألف دولار عام 2023.

في كتاب (كيف قاد حزب العدالة والتنمية تركيا الى التقدم) ذكر مؤلف الكتاب والباحث التركي محمد زاهد جول أن الاستفادة من التجربة التركية في احداث التقدم يعني الأخذ بخمسة أسباب ( تجديد الدماء السياسية وإشراك الشباب، ترسيخ مفهوم أن السلطة ليست غنيمة ولكنها هي خدمة للشعب، الانجاز هو المحدد الرئيسي لتقييم المسؤولين، العمل المؤسسي المخطط، وصول نتائج النهضة الى كل مواطن وكل بيت) وقد اشار الباحث أيضاً إلى نقطة هامة للغاية وتتعلق بقدرة حزب الحرية والعدالة على خلق نسيج متكامل بين أطياف الشعب التركي وتبني رؤية تستوعب جميع الاتجاهات.  وقد وضح للجميع أن تركيا في ظل واقعها الجديد أصبحت رقماً صعباً في المعادلة السياسية الاقليمية والعالمية. تركيا تفرض نفوذها لأنها تقدمت وتطورت وبنت لنفسها مكانة اقتصادية واعدة تجبر الجميع على احترامها، كان الواقع سيختلف لو ظلت تركيا كما هي أو تراجعت وما كنا لنسمع ونقرأ بهذه الكثافة عن اردوغان وحزبه وما كان العالم ينصت اليهم كما ينصت الآن.

الدول التي لا تتطور تصبح اسيرة لغيرها من الدول المتطورة وتفقد قدرتها على التأثير في السياسة الاقليمية والدولية وتجبر الجميع على وضعها في دائرة الاهتمام والتقدير. تركيا تعطينا مثالاً لدولة تقدمت في سنوات قليلة وهناك دول أخرى فعلت ما فعلته تركيا وأكثر واستطاعت هذه الدول أيضاً ان تفرض نفسها على العالم بأسره بل وتحقق مكتسبات لم تكن لتحلم بها لو كانت في عداد الضعفاء أو المتأخرين.

نحن الآن نخوض معركة عسكرية لحماية وطننا ومصالحنا وهيبتنا وقد فرضت علينا هذه المعركة فرضاً فالمملكة لم تكن يوماً دولة غازية أو معتدية. ايضاً هناك معركة أخرى مفروضة علينا يجب أن نعد لها العدة فهذه المعركة أصعب وأخطر، هي معركة التقدم والتطور والبحث عن مكانة اقتصادية وسياسية في هذا العالم لا ترتكز على آبار البترول بقدر ما ترتكز على صناعات متطورة ومتنوعة وتقدم اقتصادي وعلمي وثقافي وتقني وتوحد مجتمعي ومشاركة للجميع في صناعة نهضة نملك كثير من أسبابها ونملك أيضاً كثير من معوقاتها. للأسف الشديد ينظر إلينا كثيرون كخزينة مكدسة بالمال والذهب والفضة موصولة ببئر بترول لا ينضب وكذلك أماكن مقدسة حبانا به الله تجعلنا قبلة لناس ينفقون ويدفعون الغالي والنفيس على اراضينا، نلتمس لهم العذر لأننا أوحينا لهم بهذه الصورة المغلوطة أو أننا لم نقدم لهم وللعالم كله صورة مختلفة تبرز قدراتنا وامكانياتنا. العنصر البشري هو أساس التطور والتعليم هو مصنع الارتقاء، وفي السنوات الماضية حركنا أكبر موجات الابتعاث لأكبر جامعات العالم وأخذنا ومازلنا نأخذ من علوم الدول المتقدمة ولكن لأن هذه المنظومة أو هذه الحركة افتقدت الرؤية النافذة والاستراتيجية المتكاملة لم ننتفع بها في دفع عجلة التقدم في مجتمعنا، ومازال الانسان لدينا بحاجة لمزيد من العمل والجهد والتغيير ليتحلى بقيم تدعم وطنه في توجه نحو التقدم والتطور، لدينا موارد وامكانيات بالداخل مازالت حبيسة أدراجها ومازلنا غير قادرين على استثمارها، ولدينا ثقافة ادارية تقليدية تشكل حاجزاً كبيراً نحو التغيير، ولدينا أيضاً مشاركة سياسية ومجتمعية مازالت بحاجة ماسة للتنمية والتطوير فالمجتمع يتقدم بالجميع وليس بفئات دون غيرها. بالفعل معركتنا الأخرى معركة تقدم وتطوير، مثلما أطلقنا نفير عاصفة الحزم نحن بحاجة الى اطلاق نفير عاصفة العمل والانجاز وهي عاصفة تدور رحاها على أرضنا وتحت كامل سيطرتنا، تستمر بلا نهاية وكل مواطن مهما كان عمله أو هويته او موقعه هو جندي يسهم في تحقيق أهدافها وهدفها الأكبر بكل تاكيد هو ابهار هذا العالم الذي اختصرنا في بئر بترول.

قد يعجبك أيضًا
خطر الشائعات..!
لصوص .. خارج السجون..!
سوق الأسهم: ربّ ضارة نافعة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة