الرئيسية مقالات في التسويق

محاكمة التسويق

مازال التسويق في قفص الاتهام، حيث يحاكم بتهمة تضليل الناس وخداعهم، وهي تهمة كفيلة بالحكم عليه بالإعدام. هيئة المحكمة تتوجه بالسؤال إلى نشاط التسويق: ما قولك في التهمة الخطيرة المنسوبة إليك؟ يقف التسويق بكلّ ثبات ويبدأ التحدث بحماس كبير وثقة كاملة: “السادة أعضاء هيئة المحكمة، السادة الحضور: على الرغم من أنّني أقف أمامكم في قفص الاتهام، والمجرم الحقيقي مازال يصول ويجول في كلّ مكان، لكنّني صامد حتى النهاية، والنهاية ستكون لصالحي بالتأكيد؛ لأنّكم لن تستطيعوا الاستغناء عن المهام الحيويّة التي أمارسها في حياتكم، يرتفع صوت التسويق ليزلزل القاعة: السادة أعضاء هيئة المحكمة..السادة الحضور: هل تنكرون أنّ لي دوراً كبيراً في تطوير مستوى المعيشة لمجتمعكم ولكلّ المجتمعات، هل تنكرون أنّني المسئول الأول عن معرفة وتحديد احتياجاتكم ومتطلباتكم، وأنّني المسئول وبدرجة كبيرة عن تقديم منتجات وخدمات تشبع هذه الاحتياجات والمتطلبات، السيارات التي تركبونها حصلتم عليها من خلال النشاط الذي أزاوله، الجوالات التي أكسبت حياتكم مزيداً من الرفاهية والتمكين وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله ، الطعام الذي يمنحكم طاقة تساعدكم على الحياة يصل إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الساعات التي لا تفارق أيديكم لتنظم أوقاتكم وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الكتب، والمجلات، والجرائد التي تحصلون من خلالها على الثقافة والمعرفة وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الكمبيوتر الذي أحدث طفرة في مؤسساتكم، وأعمالكم، وعلومكم وصل إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الملابس والأحذية التي ترتدونها وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، التلفاز والاذاعة التي جعلت عالمكم الكبير مثل القرية الصغيرة وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الألعاب التي يلهو بها أطفالكم وتمنحهم المتعة وصلت إليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، الدواء الذي تحصلون عليه ليكون سبباً في شفائكم يصل اليكم من خلال النشاط الذي أزاوله، السادة هيئة المحكمة، السادة الحضور: أنا بحاجة إلى مجلدات حتى أستطيع من خلالها أنْ أستعرض المنافع الملموسة وغير الملموسة التي أقدّمها في مجتمعكم وفي كلّ المجتمعات. لقد اخترقت حاجز المكان والزمان لأمنحكم ما تطلبونه في الوقت الذي تحددونه وفي المكان الذي تقصدونه. السادة هيئة المحكمة، السادة الحضور: إذا كان هناك أفرادٌ أو مؤسسات درجوا على القيام بممارسات تضلل الناس وتبيع لهم الأوهام في صورة منتجات أو خدمات، فليس من العدل أنْ تحمل هذه الممارسات اسمي أو توضع تحت عبائتي، هذه الممارسات تسمى تزويراً أو تدليساً أو خداعاً، ولكنها قطعاً ليست هي بتسويق ولا تمت لي بصلة، السادة هيئة المحكمة: أنا أطلب منكم الآن أنْ تفتحوا بطاقة هويتي، مكتوب في خانة المهنة (منهج لإشباع الاحتياجات)، إذن ليس هو منهج لاستغلال الاحتياجات، وعندما يستخدم المخادعون والمزورون أداة من أدواتي مثل الإعلانات أو الدعاية في تنفيذ أغراضهم الدنيئة، فليس من العدل أنْ توجه الاتهامات إلى الأدوات التي صنعتها أنا خصيصاً لمنفعة الناس، نعم لقد سرقوا الأدوات التي أستخدمها أنا في الخير ليوظّفوها هم في الشر، وبدلاً من أن تسعوا أنتم للقبض على هؤلاء المجرمين، ومساعدتي على استرداد أدواتي المسروقة، استخدمتم هذه الأدوات كدليل على إدانتي. السادة هيئة المحكمة: الطبيب الذي يجري عمليات الإجهاض هو الذي ينبغي أن يحاكم، وليس المهنة التي تعلم من خلالها كيفية إجراء العمليات، والمدرس الذي يعطي دروس خصوصية هو الذي ينبغي أن يحاكم، وليس المهنة التي تعلم من خلالها العلم الذي يدرسه لطلابه، والمهندس الذي يغش في المواصفات هو الذي ينبغي أنْ يحاكم، وليس المهنة التي تعلم من خلالها أن يشيد البنيان. السادة هيئة المحكمة، السادة الحضور: سأظل أمارس عملي ونشاطي طوال الحياة، لن تمنعني قيود أو حواجز، سأظل دائماً في خدمة كلّ الناس، لن ألتفت لأحكامكم أو أنشغل باتهاماتكم  حتى قيام الساعة”. الحكم متروك للقارئ.

قد يعجبك أيضًا
الحفاظ على الموظفين .. صناعة تفتقدها مؤسساتنا
الطريق إلى جزر البندقية
صفقة رابحة ..كثيرون يغفلون عنها..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة