الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

كيف نصنع مدير..؟

الادارة هي علم وفن تحقيق الأهداف من خلال الآخرين، هكذا تعلمناها وعلمناها، مهمة ليست سهلة ولكنها ليست صعبة، إذا عرفنا أصول الأشياء تمكنا من قيادتها، وإذا جهلناها هي التي ستقودنا. في السابق كانوا يقولون أن المدير يُولد ولا يُصنع، وكان هذا يعني أن المدير تشكله جينات وخصائص وراثية، لذلك فهناك من يولد ليكون قائداً وهناك من يولد ليكون تابعاً، شواهد كثيرة في عصور سابقة كانت تؤكد هذا المعني قبل أن تظهر المعرفة الادارية وتتكاثر لتلد نظريات ومناهج علمية في الادارية جعلتنا نتيقن بأن المدير يمكن صناعته مع كل الاحترام للخصائص والمواهب الشخصية التي يجب الاقرار بأنها تصنع الفارق في كثير من المواقف، لكن حتى الخصائص والمواهب الشخصية ذاتها يمكن تنميتها بمنهج علمي. وإذا كانت العبقرية 1% إلهام و 99 % جهد كما يخبرنا توماس أديسون فالمجتهدون يفتح لهم النجاح أبوابه والمتكاسلون فاشلون مهما كانوا مهلمين. على كل حال نحن وفي المرحلة التي يمر بها مجتمعنا الآن في أمس الحاجة لتطوير صناعة المديرين، نحن في أمس الحاجة لفئة جديدة من المديرين منسجمة مع واقعها ومتوائمة مع عصرها، مديرين نغرس في قلوبهم كره الروتين والبيروقراطية، ونحقنهم بالمرونة والقدرة على التغير والتغيير، لكن كيف نصنعهم؟!

النية الخاصة هي البداية ويالها من بداية صعبة! أن تكون لدى القيادات في مؤسساتنا نية مخلصة ورغبة صادقة في صناعة جيل من المديرين الصاعدين يهدونه إلى وطنهم، المدير لن يخرج من عدم ولن ينشأ من فراغ لكنه سيتشكل بفعل فاعل، الكلمة الأولى يجب أن تخرج من مكتب كل قيادة في كل مؤسسة، الأمر لا يصلح تركه خياراً أمام تلك القيادات فتختار أن تفعل أو لا تفعل، هو أمر واجب النفاذ، إصنع طبقة جيدة من المديرين في مؤسستك، ولا تصنعهم كما تريد أنت لكن اصنعهم كما يريد وطنك، أقترح أن يكون تقييم أداء القيادات في المؤسسات يجب أن يدخل فيه وبقوة جهدهم المبذول في صناعة مديرين للمستقبل القريب.
أيضا خطط المؤسسات الحكومية أو الخاصة يجب أن تتضمن أهدافاً واضحة تتعلق بصناعة مديرين الغد، الميزانيات المرصودة للمؤسسات يجب أن تكون مرتبطة بوجود خطط لصناعة المديرين، اعادة هيكلة لأنظمة ولوائح الترقيات تفتح الطريق أمام قيادات شابة أمر واجب النفاذ ولا يحتمل التأخير. على الجانب الآخر، يجب أن يتعلم القادة كيف يصنعون مديرين، يجب أن يتعلموا أن قناعة الانسان ذاته بأن عليه أن يحلم بالقيادة ويستعد لها هي واجب وطني قبل أن يكون طموح إنساني مشروع، لذا يجب أن يبذل جهداً مخططاً في تسويق تلك القناعات، بل وتقديم ضمانات بأن الفرص ستكون متاحة والأبواب ستكون مفتوحة، بعد القناعة تبدأ عملية واسعة للتفويض، تفويض المهام هي الخطوة الثانية بعد بناء وتثبيت القناعات، تريد أن تصنع مديراً فوض له مهامك. التطوير المعرفي وبناء المهارات ضرورة قصوى، نحن بحاجة إلى خطط جديدة للتدريب والتطوير، قبل أن نطور الجديد علينا أن نراجع القديم، مراجعة القديم لنعرف هل كانت خططنا التدريبية السابقة فعالة وحققت أهدافها، ميزاينات كبيرة تم انفاقها على التدريب خاصة في المؤسسات الحكومية والسؤال هل أتت أكلها أم ضاعت أدراج الرياح، في الجامعات يقيمون أداء أعضاء هيئة التدريس ومن ضمن مكونات تقييمه ممارسته لأنشطة إدارية حتى يكتمل دوره وتتشكل مهاراته، هذا ما يجب أن يحدث أيضاً في مؤسساتنا وبشكل منظم، كل موظف عليه أن يمارس عملاً إدارياً ما حتى ولو كان الاشراف على عمال ينقلون الأغراض من مكان إلى مكان. صناعة المدير منظومة متكاملة ومترابطة يحتاجها مجتمع بدأ يفعل كل الأشياء بنفسه.

قد يعجبك أيضًا
الإدارة بالحبّ: فردوسنا المفقود…!
في سوق الأسهم تعددت الأسباب والموت واحد..! الأخطاء السبع الأهم للمتداولين
خدمة مدهشة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة