الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

فنجان قهوة مع الرئيس..!

يقول المثل التركي “فنجان قهوة يحفظ الودّ أربعين سنة” بالتأكيد بالرغم من لذّة القهوة وفوائدها الصحية العظيمة إلا أن هذا المثل لا ينحصر على تلك الفوائد المادية فقط بل على فوائدها المعنوية فتشارُك فنجان قهوة مع الآخرين يفتح السبل لأحاديث حميمة تنتج عنها مشاعر وأفكار متنوعة ومفيدة لكل الأطراف وعلاقات طويلة الأمد، يعتقد الخبراء في السياق ذاته أن وجود علاقات جيدة يجعل مكان العمل أكثر متعة..
هل تفكر في أن ترفع أداء منظّمتك؟ لقد آن الأوان إذن لتبدأ في بناء علاقات قوية مع موظفيك،

قم بدعوتهم لارتشاف فنجان قهوة معك والحديث في لقاء تنظمه كل أسبوع مع قسم من الأقسام، لأن إقامة علاقات طيبة مع الموظفين أمر حاسم لنجاح المنظمة، بالرغم من أن مكان العمل هو المكان الذي يُفترض أن تمضي فيه الأمور بمهنية أكبر وأن تكون العلاقات فيه عملية أكثر إلا أن الدراسات تثبت دائما أن بناء علاقات ودية قوية مع الموظفين تساهم بشكل كبير في الحصول على نتائج مثمرة للشركة فالموظفون في أي منظمة يحتاجون إلى الاهتمام كما تحتاجه النباتات لتتمكن الشركة من قطف الثمار الطيّبة.
إن أي قائد ذكيّ هو ذلك الذي ينتهج سياسة الباب المفتوح بأن يسمح للموظفين بطرق باب مكتبه حاملين أفكارا جديدة ولكن الأمر الأعظم الذي يفعله القائد العبقري هو أن يحمل كوب قهوة كل مرة إلى أحد أقسام الشركة، ويذهب لارتشافه مع الموظفين في مكاتبهم في دردشة مرنة بعيدا عن تشنج الاجتماعات وعن القلق والتوتر والأوامر والنواهي والمهام لأن تلك الخطوة تعدّ فرصة ثمينة لبناء علاقات وثيقة مع الموظفين وأمر مهم بالنسبة لأي منظمة ناجحة. إن ذلك يمنح الموظفين التعزيز الإيجابي والدعم والإرشاد، فإن كان الأمر سيعود على الشركة بكل تلك الفوائد إذن لا بأس من قضاء وقت ممتع في الدردشة مع الموظفين دون أن يكون ذلك على حساب العمل والشركة، فهل تخشى على مكانتك كمدير؟
يقول المثل الياباني: “من الأفضل أن أُحَبّ من أن أُخشَى”، احرص على أن تفوز بمحبة موظفيك بدل أن تستمر في بناء حواجز بينك وبينهم، إذا كنت تخشى من تمادي الموظفين في العلاقات الشخصية معك، فأنت لن تقوم بتكوين صداقات في العمل بل علاقات فعّالة، وهنا تكمن صعوبة المسألة في أن تربطك بموظفيك علاقات طيبة وبالمقابل تحتفظُ بمكانتك وهيبتك كمدير وبتلك المسافة الآمنة التي تجعل الموظفين يقدرونك دائما ويحترمون مكانتك، ارتشاف فنجان قهوة كل مرة مع قسم معين هو خطوة ذكية لوضع حجر الأساس لعلاقات أكثر جوهرية من شأنها أن تؤثر على الروح المعنوية والإنتاجية للفريق، وفرصة لمنحهم التفاعل وإظهار امتنان المنظمة لهم على جهودهم الدؤوبة وعملهم الشاق، إن ذلك لا يقلل من قيمتك كمدير بل على العكس.
التحضير للقاء أسبوعي مع قسم من الأقسام يؤثر بشكل إيجابي على سير العمل، وخطوة مهمة لخلق جو ودي في العمل بمنح موظفي القسم الوقت الكافي للفضفضة ومناقشة مشاكلهم ومحاولة إيجاد حلول لها، والرد على أسئلة الموظفين وتوفير التغذية الراجعة، لذلك لابد أن يسترخي الجميع وأن يتسم اللقاء بالمرونة والعفوية والصدق والشفافية والصراحة لأنه فرصة مواتية للمكاشفة والتعبير عن الأفكار والرؤى المختلفة.
يمكن اعتبار ذلك اللقاء دردشةً جانبية يحضرها موظفو القسم المعنيون بالحضور فقط، لا تسودها الرسمية ولا يكون منصة لإلقاء اللوم على الموظفين أو لتذكيرهم بأخطائهم بل لشحنهم بالحماسة والطاقة، إضافة إلى الفوائد الكثيرة التي سيجنيها القائد والمنظمة والموظفون على حد سواء مثل بناء مناخ عمل رائع وإيجابي…
فتح المجال لمحادثة أسبوعية مثمرة يشجع الاتصال المفتوح داخل المنظمة، ويساعد القائد على اكتشاف أفكار الموظفين واهتماماتهم وحل النزاعات بينهم و تقديم المشورة لهم وتمكينهم من كسب المزيد من الثقة بالنفس والنجاح المهني، كما يمكن للقائد من خلالها أن يحصل على معلومات وفيرة تعد قيمة للشركة، عندما يكون مستمعًا جيدا، يقول آندي ستانلي: “أن القادة الذين لا يُصغون سيكونون في نهاية المطاف محاطين بأشخاص ليس لديهم ما يقولونه..!”.

قد يعجبك أيضًا
من أين تؤكل التكاليف..؟!
الأراضي المحجوزة وغطرسة الدجاجة التي تبيض بترولاً..!
العميل التكنولوجي: التحدي القادم ..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة