الرئيسية مقالات في تطوير الذات

غيّر استراتيجيتك..!

جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة ووضع قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها “أنا أعمى أرجوكم ساعدوني” فمر به رجل إعلانات ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها. ومن دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب إعلانا آخر. عندما انتهى أعاد وضع اللوحة عند قدم الأعمى وذهب بطريقه. وفي نفس ذلك اليوم مر رجل الإعلانات بالأعمى ولاحظ أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية. فعرف الأعمى الرجل من وقع خطواته، فسأله: إن كان هو من أعاد كتابة اللوحة وماذا كتب عليها؟ فأجاب الرجل: لاشيء غير الصدق.. فقط أعدت صياغتها، وابتسم وذهب. لم يعرف الأعمى ماذا كتب عليها، فاللوحة الجديدة كتب عليها “نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله”. إذا سألتك أن توجه هذه الحكاية إلى من يستطيع أن يستوعبها ويستخلص ما فيها من عبرة ومن ثم يستفيد منها فإلى من توجهها؟ حكاية الأعمى تستطيع أن توجهها لكل إنسان يرى الدنيا بعيونه هو فقط، هذا الإنسان يتميز بالجمود والثبات المميت، فهو لا يتفاعل مع الأحداث التي تدور في عالمه، وعندما يلحظ التغيير قد يلحظ القشور أو المظهر ولكن لا يدرك المعنى، فهو يرى أن قمة التغيير في هذا العالم تظهر في تطور الاتصالات أو انتشار استخدام التكنولوجيا، ولكن لا يستطيع إدراك المعنى الجديد الذي أفرزه هذا التطور وانعكاسه على شخصيته وأهدافه وطموحاته. تغيير الإنسان لاستراتيجيته يعني أن يغير منهجه في الحياة.. أن يصنع رسالة جديدة ويضع أهدافا تتغذى على معطيات الواقع الجديد.. أن يصمم وسائل جديدة تعينه على تحقيق الأهداف الجديدة. أيضاً حكاية الأعمى تستطيع أن توجهها لكل مؤسسة تعمل في أي مجال وهي لا تدرك مستجدات العصر الحالي، تعمل وفق قواعد عتيقة لاتسمن ولا تغني من جوع. لا تعي المعطيات الجديدة للسوق الذي تعمل فيه، لا تستطيع أن تفرق بين الماضي والحاضر ولذلك فهي غير قادرة على مواجهة المستقبل، هذه المؤسسة قد تجد نفسها مضطرة لتغيير الكثير من استراتيجياتها.. استراتيجية التوظيف، استراتيجية التدريب، استراتيجية التسويق، استراتيجية المنافسة، استراتيجية الإدارة، أما إذا ظلت ترفع لوحة الإعلان الأولى التي وضعها الأعمى فلا تنتظر بقاءها. أخيرا حكاية الأعمى تستطيع أن توجهها إلى كل مجتمع منغلق على نفسه لا يدرك أن العالم قد تغير، وأن عليه أن يعد استراتيجيات جديدة للتعامل مع العالم الجديد وينمي قدرته على التكيف مع الأطروحات الحديثة التي يطرحها هذا العالم. إن تغيير الإنسان لاستراتيجيته لا يعني أن يذوب هذا الإنسان في الآخرين ولكن يعنى أن ينمي قدرته على التأثير فيهم. وإن تغيير المؤسسة لاستراتيجياتها لايعني أنها يجب أن تقلد مؤسسات أخرى ولكن يعني أن تنمي قدراتها في مواجهة المنافسة والتميز على الآخرين. وإن تغيير المجتمع لاستراتيجيته لايعني أن ينصهر هذا المجتمع في بوتقة مجتمعات أخرى، ولكن يعني أن يصبح هذه المجتمع مؤثراً وفعالاً في عالمه.. تغيير الاستراتيجية له معنى أساسي وواضح هو استثمار التغيير في تحقيق النجاح.

قد يعجبك أيضًا
حرب المواهب
الإيميلات المحظورة في ألمانيا!!
حبيب المدير..!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة