الرئيسية جديد الموقع مقالات في التعليم

عفواً.. لن يتوقف الزمن عند يوم التخرج..!

يوم غير قابل للنسيان، يوم الانتقال من مقاعد الدراسة إلى صفوف الخريجين، ربما يكون حديثي ثقيلاً على كل خريج أو خريجة  في هذا اليوم، ربما يتهموني بإفساد فرحتهم وتدمير لحظتهم، هم يعيشون اللحظة، ولا يفتشون فيما قبلها أو عما بعدها، لحظة يرتدون فيها روب التخرج ويضعون قبعة الشرف على رؤوسهم ويتبخترون وسط ذويهم ومعلميهم، يرجون من الزمن أن يتوقف عندها لأنها لحظة إستثنائية مفعمة بالمشاعر والاهتمام والشكر والعرفان، لكن الحقيقة أن الزمن لن يتوقف عند هذه اللحظة، اللحظة ستمر في طرفة عين مثلها مثل كل اللحظات السعيدة في حياتنا، ستذهب السكرة وتأتي الفكرة.

أنا أعرف أنهم يوما ما سيتذكرون أيام الدراسة وذكرياتها والدموع تنسال من مقلتهم، وأعرف أن المسؤولية على مقاعد الدراسة تتوارى خجلاً أمام مسؤوليات الحياة المعقدة، لذا أريد من طلابي وطالباتي أن يحتفلوا بتخرجهم ويعيشوا لحظتهم ولكن تظل عيونهم مفتوحة وعقولهم متوثبة لما هو قادم، أصدقكم القول أن وقت الراحة سينتهي عندما تستلمون شهادات تخرجكم، مابعد التخرج عمل ينتهي بعمل، التحديات كبيرة ولو قلت لكم غير هذا فأنا أخدعكم، مجتمعكم يمر بتحديات اقتصادية كبيرة، والمخلصون فيه يبحثون عن موارد جديدة وأساليب جديدة وفرص جديدة، الوظيفة الحكومية تلفظ أنفاسها الأخيرة على أعتاب واقع يقوده القطاع الخاص ورجال الأعمال ورواد الأعمال، وهؤلاء لا يعرفون الكسل ويرفضون المتكاسلين، هؤلاء يبحثون عمن يقويهم ويدعمهم ويمنحهم ما يمكنهم من الاستمرار في سوق لا يرحم الضعفاء.

الفرص المتاحة أمام المرأة السعودية الآن أشعلت المنافسة في سوق العمل ومن المتوقع أن تُفتح الأبواب أمامها في قطاعات عديدة كانت يوماً لا تستطيع حتى المرور بين جنباتها. الجامعات الأجنبية أيضاً تعيد لنا منتجاتنا من الدارسين والدارسات بعد أن أصقلتهم وشكلتهم وأكسبتهم معارف ومهارات بمعايير عالمية. ورغم التحديات العظيمة إلا أن هناك فرصاً عظيمة، وطنكم اتخذ قرارات صعبة ليفتح أمامكم طرقاً كانت مغلقة أمامكم ويسيطر عليها غيركم، الآن تفتح أبوابها لكم لتمسكوا بنواصيها وتزرعوا وتحصدوا فيها، الشركات والمتاجر والصيدليات والمقاولات والجامعات والمستشفيات ومواقع الخدمات وغيرها من القطاعات تكرمكم بعد شح طويل، واقع لا ينكره إلا جاحد، ومعطيات لا بد أن نعترف بأنها تتطلب ثقافة جديدة للتعامل معها، وأتصور أنكم ستمارسون دوراً محورياً في تطوير هذه الثقافة.

بعد حفل التخرج لا يوجد أهم من أن نجلس لنخطط، نخطط ليبدأ التنفيذ بعد إستراحة محارب أو سكينة مجاهد، نحدد أي الغايات نريد؟ وأي الطرق نسلك؟ وأي الفرص نستثمر؟ نحدد نقاط قوتنا ونقتحم مناطق ضعفنا، نقيم أنفسنا ونقيم كل المعطيات حولنا، الحكمة في البداية تقتضي عدم رفع توقعاتنا، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال تخفيض سقف طموحاتنا، لكن لكل مرحلة متطلباتها، مرحلة مابعد التخرج، هي مرحلة بناء ثقافة العمل والاجتهاد، مرحلة بداية تشكيل الخبرات، مرحلة نعطي فيها أكثر بكثير مما نأخذ، هي مرحلة التأسيس، وفي مرحلة التأسيس لا يصلح أبداً الوقوف في شرفة بيت مازال بلا أعمدة، كل يوم عمل هو قالب في عمود، عمود لمعرفة مازالت بحاجة إلى مزيد من التطوير، عمود لمهارات تحتاج إلى كثير من التطبيق، عمود تواصل وبناء علاقات مع الناس، عمود خبرات متخصصة في مجال هو الأنسب للقدرات والإمكانات، في هذه المرحلة رجاءاً لا تبحثوا عن مركز أو مال، لكن ابحثوا عن أنفسكم، وإن وجدتم أنفسكم فقد وجدتم كل شئ. دمتم في رعاية الله وحفظه.  

قد يعجبك أيضًا
حرب المواهب
أعطني حريتي..!
الشدائد تصنع الرجال

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة