الرئيسية مقالات في الادارة مقالات في التعليم

عزيزي موظف الجامعة..!

لن أوجه قلمي اليوم لأحد سواك. لن أخاطب طالبا يضعك دائماً تحت مقصلة النقد، وينظر إليك باعتبارك آلة عليها أن تدور بلا هوادة وبلا سكون وبلا قصور. لن أخاطب ادارة لا تملك سوى أن تنقل إليك ضغوطاً تثقل كاهلها ومسؤولية أهداف تقلق مضاجعها. لن أخاطب أساتذة ينسبون إليك فشلهم ولأنفسهم نجاحهم. أخاطبك أنت فعندما تتحرك أنت ينشط هؤلاء جميعاً، وعندما تعتريك حالة سكون وثبات يكفون هم عن الحركة وعندما تقول أنت “لا لن أستطيع” سيقولون هم بكل تأكيد “لا لن نستطيع..!”. أنت الجندي المعلوم في ساحة العلم، وأنت المسؤول بشكل كبير عن تسيير قاطرة المعرفة بسهولة وسرعة وفاعلية. منذ زمن بعيد لم يقدروك حق قدرك وتعاملوا معك باعتبارك آلة تتغذى على أوامر غير قابلة للنقاش أو التعديل، ظنوا أنك تبحث فقط عن المادة ولا شيء غيرها، تجاهلوا مشاعرك وأوصدوا أقفالهم على الانسانية بداخلك. لم يكن أمامك بديل فأنت تريد أن تعيش حتى ولو بأقل القليل. تغير الحال وكان تغيره في صالحك بكل تأكيد، أثبتت لهم الخبرات والتجارب أنك أعظم الأصول على الاطلاق، وأنك أصل غير قابل للاستنساخ والتقليد وأن المنظمات تتميز بتميز موظفيها تكبر بهم وتصغر بهم أيضاً، تفهموا احتياجاتك وتعاملوا معك باعتبارك انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. الأجمل والأروع أنك وجدت طريقك لتعبر عن ذاتك وعن قيمتك في منظمة مهمتها بناء الانسان وما أعظمها وأجلها من مهمة:

“أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفساً وعقولا”

نعم أنت موفق بكل تأكيد لأنك تعمل في محراب الجامعة، موفق لأنك صرت سنداً وظهيرا لمن يشكلون فكر الانسان وشخصيته ومعرفته، وما أعظمك من سند وظهير، الطالب الذي يخرج متعلماً أنت شريك في صناعته، والأستاذ الذي يفخر بانجازاته أنت رقم هام في معادلة نجاحه. تذهب إلى مكتبك كل صباح وأنت تشعر بالسعادة والفخر، فأنت عضو في منظومة يحيا عليها مجتمع ويتقدم، تتحد كفاءتها بمقدار كفاءتك بل ويتشكل طموحها بمقدار طموحك.

أعرفك جيداً واقدر قيمتك، ولدي يقين أنك لن تخذل مجتمعك ولن تخذل جامعتك؛ توزع الابتسامة على زملائك وعملائك من طلاب وأساتذة فتزرع في نفوسهم التفاؤل والاحساس بأن الأمل في النجاح والتميز باق ولن يغيب، تنظم وقتك فوقتك من ذهب وكل لحظة تحقق فيها انجازاً ما مهما كبر أو صغر هي لحظة رقي لك ولإدارتك ولجامعتك بأكملها، تسهل الأمور على زملائك بتعاونك معهم، تعتبرهم بالفعل عملاء لك تحرص على رضاهم وتتفهم احتياجاتهم وتوقعاتهم؛ تملك القدرة والمرونة على التعامل مع مديرك مهما كانت نواقصه، فتكسبه وتجعله يعمل لك مثلما يعمل لنفسه، تجبره على احترامك لأنك تحترم ذاتك وتحترم وظيفتك وتحترم قيمتك في المكان، تتجاوب مع كل جهد ينفذ للتحسين والتطوير، وأبداً لا تقف عائقا أمام تغيير ايجابي منشود، تستثمر امكانيات لا تتاح لغيرك فتندمج بكل نشاط وحماس في برامج تكسبك معلومات جديدة ومهارات متطورة تثري عملك وحياتك بأكملها؛ ترصد عيوبك وأخطاءك في العمل وتعترف بها أمام نفسك قبل أن يواجهك بها الآخرون؛ تسعى إلى تصحيحها بدون تردد وتحجم عن تكرارها مهما تاقت إليها نفسك.

تغير طريقتك في العمل تصنع لنفسك جواً خاصاً بك يجعلك دائماً مستمتعاً بعملك ولا تعطي للآخرين فرصة كي يعكروا عليك صفو عملك، فإذا كانت الجامعة هي محراب علم فأنت ناسك في هذا المحراب بالفعل أنت كذلك. تستثمر موقعك في ساحة المعرفة لتبني علاقات فعالة مع علماء وأصحاب فكر ومعرفة وما أعظمها منفعة لو سعيت لها بتجرد وصدق. مثلما يجب أن يعبر طالب الجامعة عن نفسه في كل موقع يتواجد فيه، ومثلما يحرص الأستاذ على قيمته ومكانته في كل تواصل مع الآخرين، أنت ايضاً تدرك هذا جيداً وتجعل الآخرين يدركون في كل تواصل وتواجد لك معهم أنك بالفعل موظف في جامعة. هنيئاً لك بوظيفتك ومكانتك وقيمتك وهنيئا للجامعة بوجود مثلك في روحه وعطائه وجده.. رائع أنت بكل أبجديات الجمال في أدائك.. ومميز أنت في كل ما يحمل بصمة عطائك ونبض انجازاتك.. طابت روحك وكل عام وأنت أجمل وأروع.

قد يعجبك أيضًا
والدي العزيز… أحبك….أحترمك….أفتقدك..!
كيف نتعامل مع الإشاعة في عالم الأعمال
الإدارة بالحبّ: رومانسية حالمة أم ضرورة يفرضها الواقع؟

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة