الرئيسية مقالات في الادارة

عزيزي المدير: فضلاً امسك الباب من غير مطرووود..!

تناولنا في المقال السابق موضوعاً يتعلق بفصل أو إقالة الموظف، وباختصار أشار المقال إلى أن هناك موظفا يستحق الإقالة أو الفصل أو دفعه خارج أبواب المؤسسة غير مأسوف عليه، وعدد المقال الأسباب التي تحتم على الإدارة أو المدير فصل الموظف. والمدير ليس أفضل حالاً من الموظف وليس معصوماً من الفصل أو الاقالة، بل هو في حالات كثيرة أجدر الناس بقرار الفصل. وان كان الواقع يشير إلى أن حالات فصل الموظفين أكثر بكثير من حالات فصل المديرين وكبار التنفيذيين، والواقع يشير أيضاً الى أن الموظف في حالات عدة يكون هو كبش الفداء، على سبيل المثال ترتفع حالات إقالة الموظفين الجدد،

وقد أثبتت دراسات علمية أن (40%) من الموظفين الجدد يفشلون في البقاء بوظائفهم نتيجة فشلهم في إثبات كفاءتهم وأداء المهام المطلوبة، وعندما بحثوا أسباب الفشل وجدوا أن السبب الأهم والأعظم هو المدير وليس الموظف نتيجة سوء اختيار المدير للموظف، وإهمال المدير للموظف في أيامه الأولى وعدم تقديم الدعم الكافي له، وضبابية المهام التي يطلبها منه… إلخ. هذا مثال بسيط ومتكرر لمدير يخطئ ويظل في منصبه وموظف قليل الحيلة يرحل قبل أن يعبر عن قدراته أو إمكانياته أو يرحل لأنه لم يتم وضعه في المكان الصحيح منذ البداية. يرتكب المديرون وكبار التنفيذيين أخطاء جسيمة تستوجب التخلص منهم في أسرع وقت ولا مجال للانتظار حتى يتقدم المدير باستقالته بإرادته اعترافاً بفشله، فلا يوجد مدير على ظهر الأرض يرغب في أن ينال شرف الاعتراف بأخطائه ويترك المكان بإرادته تاركاً الفرصة لغيره الذي يستطيع أن يفعل ما عجز هو عن فعله. سيتحجج المدير الفاشل بقلة الإمكانيات وضعف أداء ومؤهلات الموظفين وممارسات المنافسين غير الأخلاقية وظروف السوق الصعبة….الخ. إذا كان للمؤسسة (رسمية أو خاصة) من يعنى بشئونها ومن يخشى على حاضرها ومستقبلها ومن يخلص لها فلن يتردد في اتخاذ قرار بإقالة مدير أو مسئول كبير بمجرد ظهور شواهد فشله. المدير أو المسئول الذي يفشل في تطوير قدراته وقدرات موظفيه وقدرات مؤسسته بما يتوافق مع معطيات واقع متغير يستحق الاقالة الفورية، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة في طور الانقراض، المدير أو المسؤول الذي يفتقد لسمات الشخصية القوية والمؤثرة في المكان ويترك نفسه وقراراته في أيدي من يرأسهم هو فاقد لأهلية الإدارة من الأساس ويستحق الإقالة الفورية، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة بلا مدير وبلا إدارة، المدير أو المسؤول الذي يفتقد القدرة على التفكير الاستراتيجي ويعمل دائماً وهو ينظر تحت أقدامه يستحق الإقالة الفورية، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة بلا مستقبل. المدير أو المسؤول  الذي يفشل في تحفيز موظفيه (أو لا يؤمن بحتمية وضرورة التحفيز) وبث الحماس المستمر في نفوسهم بقدر ما يملك من إمكانيات مادية ومعنوية يستحق الإقالة الفورية، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة  محبطة وبطيئة وموظفين يقدمون الحد الأدنى من الأداء. المدير أو المسؤول الديكتاتوري المغرم بإعطاء التعليمات والأوامر الرافض للرأي الآخر المتمسك بآرائه حتى الرمق الأخير يستحق الإقالة الفورية والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة تعمل بطاقة وفكر شخص واحد. المدير أو المسؤول الذي يجلس في مكتبه وبرجه العاجي ولا يغادره إلا للخروج من المؤسسة يستحق الإقالة الفورية والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة عاجزة عن الحركة وعاجزة عن الرؤية وعاجزة عن المعرفة. المدير أو المسؤول الفوضوي الذي لا يؤمن بقيمة النظام والتنظيم ويتحرك بعشوائية وارتجالية يستحق الإقالة الفورية والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة فوضوية مستنزفة. المدير الظالم الذي لا يراعي الله في الأمانة التي حملها يأكل الحقوق يقرب من لا يستحق ويبعد من يستحق هو مدير يستحق الإقالة الفورية والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة تنتحر ببطء وبدعوات لمظلومين ليس بينها وبين الله حجاب. المدير الذي لا يضع عملاء مؤسسته في عقله وقلبه ويحجم عن الإنصات لهم ومعرفة انطباعاتهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم يستحق الإقالة الفورية والإبقاء عليه يعني الإبقاء على مؤسسة منفصلة عن عملائه.. فماذا يتبقى إذن!! حالات كثيرة تستوجب فصل المدير، وعدم فصله هو أكبر خطأ يرتكبه أصحاب المؤسسة أو المعنيون بها في حقها وفي حق منسوبيها وفي حق عملائها وفي حق مجتمع بأكمله.

قد يعجبك أيضًا
غيّر استراتيجيتك..!
الإدارة الحنونة..!
التسويق في العيد

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة