الرئيسية مقالات في التعليم

طالبات العلم..وطلاب توسيع الصدر!!

في هذه اللحظة نحن هنا في احدي قاعات التدريس للطالبات باحدى الجامعات، كل ما يدور داخل القاعة يؤكد على أنها موقع لتحصيل العلم، الطالبات ينصتن بتركيز واهتمام لما يقوله المحاضر، يتلقين الأسئلة بتفاعل ملحوظ ويجتهدن في الاجابة عليها، لا يترددن في طرح التساؤلات وطلب التوضيحات. يناقشن في مجموعات مشروعات بحثية مطلوبة، وبيان الحضور يثبت أن كلهن في القاعة باستثناء طالبة أو اثنتين. يبدو تماماً أن الطالبات في هذه القاعة يتمسكن بفرصة عظيمة الشأن كما يرونها ويتعاملن معها، فرصة تحصيل العلم والمعرفة، هن يدركن أن العلم هو وسيلتهن الوحيدة ليرتقين بأنفسهن، وهو وسيلتهن الوحيدة ليمارسن دوراً عظيماً في الحياة، يبدو أيضاً أنهن يتمسكن بحقهن في أن يكون لهم آراء وأفكار، يتمسكن بحقهن في التعبير عن قدراتهن وطموحاتهن، وكل لحظة في القاعة بالنسبة لهن هي كنز ثمين يجب استثماره وفي كل مرة يخرجن من باب القاعة يشعرن بأنهن يتقدمن خطوة للأمام في مجتمع بدء يستشعر أهميتهن في ادارة دفة الحياة..الان ننتقل وبسرعة وشغف الى الجانب الآخرحيث قاعة تدريس الطلاب، في آخر القاعة وفي زاوية بعيدة عن ملاحظة المحاضر – كما يعتقد –  طالب يغط في نوم عميق وأحلام لا نعرف ان كانت سعيدة أم تعيسة، بجانبه طالب يمسك بالجوال وكأنه يمسك بفانوس سحري سيخرج منه عفريتاً يطير به في كل أنحاء الدنيا، وآخر ينظر في الساعة ثم يحملق في سقف القاعة ويبدو أنه يتمنى أن ينهار السقف فيريح ويستريح. طالبان آخران انهمكا في حديث يبدو أنه متعلق بسيارة جديدة أو سفر جديد. وبيان الحضور يشكو من كثرة الغياب. يبدو تماماً أن هناك قضايا تشعل هؤلاء الطلاب بعيداً عن تحصيل العلم، ويبدو أنهم هنا بحثاً عن شهادة أو اعتراف أكاديمي بأنهم متعلمون، وهم هنا أيضاً لتوسيع الصدر والتسامر وتبادل الحكايات والمنافع أحياناً. هذه المشاهد موجودة ومتكررة في كل جامعاتنا، والمقارنة بين متوسط درجات الطالبات والطلاب في كل جامعة أو كلية سيثبت وجود فارق واضح في الأداء والتحصيل. هذا الأمر يمكن النظر اليه من زاويتين، الأولى تحتم علينا الاهتمام بالفتاة والمرأة في مجتمعنا والاجتهاد في منحها الفرص التي  تمكنها من التعبير عن قدراتها وامكانياتها، ونهيئ لها الظروف التي تمكنها من مزاولة دور فاعل في المجتمع، فالطالبة المتميزة في محراب العلم ستواصل تميزها أيضاً في مكان العمل، والطالبة الحريصة على العلم ستكون أماً حريصة على تعليم أبنائها وتزويدهم بالقيم النبيلة، والطالبة التي تبذل جهداً في التعلم ستبذل جهداً بالتأكيد في الوقوف بجانب زوجها ودعمه ونصحه. الزاوية الثانية توجهنا نحو الاهتمام بتغيير اتجاهات وسلوكيات الطلاب في أماكن تحصيل العلم، الطالب لم يدرك حتى الان أن العلم ربما يكون الطريق الأكثر أهمية والمتاح لتحقيق طموحاته المهنية والمادية والاجتماعية، سيكون مفيداً للغاية تعريفه بنماذج اجتهدت في تحصيل العلم وأصبح لها شأنا في مجتمعها، وسيكون مفيداً اقناعه بأنه مستقبله بدأ يتشكل وهو يخطو خطوته الأولى في الجامعة. وسيكون مفيداً أيضاً اقناعه بأنه يمكن أن يستمتع بتحصيل العلم مثلما يستمتع بقيادة سيارته. اذا كان العلم هو عماد تقدم الأمم فعلينا في جامعاتنا أن نشجع وندعم طالبات العلم وعلينا أن نرشد ونوجه ونقوم طلاب توسيع الصدر.

قد يعجبك أيضًا
ثقافة العمل.. هي نقطة البداية في السعودة
إدارة الدول وإدارة الشركات.. القواسم المشتركة..!
حسد.. أون لاين !!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة