الرئيسية مقالات في التعليم

صناعة الغشاشين ..!!

عندما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا) فقد قصد أن يضع ويحدد حكماً قاطعاً بأن من يغش ليس ممن اهتدى بهدي الرسول، واقتدى بعلمه وهو ناقص الايمان،  ولكن يبدو أن طلابنا في المدارس والجامعات غير مقتنعين بهذا الحكم ولا يستشعرون مدى خطورته ومن ثم فهم في قاعات الاختبارات يبذلون محاولات مستميتة للغش بل ويدعمون بعضهم بعضا بكل ما اوتوا من حيل ومناورات ، وهم في ذلك أصحاب طرق ومذاهب تتنوع ما بين التقليدي حيث الالتفاتات والهمسات وتوسيع حدقة العين حتى تتمكن من الوصول الصحيح والخاطف  لأقرب الأوراق، وأحدثها بالطبع استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من جوالات وأقلام سحرية وسماعات مخفية واوراق شفافة.. الخ وربما هناك وسائل أخرى نجح الغشاشون في اخفائها عنا وإن لم ولن ينجحوا في اخفائها عن السميع البصير. أحد

نهنئهم جميعاً لأنهم أتاحوا لأبنائنا وطلابنا فرص التدريب العملي على الغش الأصغر في قاعات الاختبارات ليكونوا بذلك مؤهلين معرفياً ونفسياً لممارسة الغش الأكبر في أعظم صوره عندما يعملون في مؤسسات او شركات تفتح أبوابها وخزائنها وتقدم عملاءها والمتعاملين معها فريسة سهلة لهؤلاء الغشاشين المبدعين نحن نهنئنهم جميعاً على مساهماتهم الفعالة والمباشرة في هدم قيم التميز والنجاح المشروع في المجتمع واعلاء قيم التواكل والتدليس والخداع

الطلاب الجامعيين وهو بالتأكيد متبحر في علوم الغش وخفاياه يقول وبكل صراحة وشفافية انه وأقرانه تعودوا على الغش منذ نعومة أظفارهم وأن المدرسين في مراحل التعليم المختلفة خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي كانوا يساعدونهم على ذلك!!، ليس هذا فقط بل ويبدو أن الأب والأم يساعدان في تشكيل شخصية الغشاش عندما لا يحرصون على توجيه وتحذير ابنائهم بتجنب الغش قبل توجههم للاختبارات، ليس هذا فقط بل يبدو أيضاً أن الادارات والمدرسين في المدارس والجامعات ينظرون دائماً بعين الرأفة لمحترفي الغش ويتعاملون معهم بمنطق (أرجوك لا تفعلها مرة أخرى) وإن فعلها وبالتأكيد سيفعلها ربما يحررون له محضر غش ينتهي بترسيبه في مادة أو مادتين على أقصى تقدير (مع شرط أن تكون المادة الثانية التي يرسب فيها الطالب الأقل معدلا وعدد الساعات… ولا أروع!) أيضاً، ليس هذا فقط بل يبدو أن الأجهزة الرسمية من اعلام وارشاد ودعوة.. الخ تتعامل مع القضية بتهاون شديد ولم نشهد على الاطلاق حملة اعلامية او دعوية مكثفة تركز على ابراز هذه الظاهرة واجبار المسؤولين وأصحاب التأثير على وضعها في قمة الأولويات. الغشاش صنيعة هؤلاء جميعاً. ونحن نهنئهم جميعاً على مساهماتهم المباشرة والفعالة في تنشئة جيل سيتحمل مسؤولية وطن ومجتمع في المستقبل القريب، نهنئهم جميعاً لأنهم أتاحوا لأبنائنا وطلابنا فرص التدريب العملي على الغش الأصغر في قاعات الاختبارات ليكونوا بذلك مؤهلين معرفياً ونفسياً لممارسة الغش الأكبر في أعظم صوره عندما يعملون في مؤسسات او شركات تفتح أبوابها وخزائنها وتقدم عملاءها والمتعاملين معها فريسة سهلة لهؤلاء الغشاشين المبدعين، نحن نهنئنهم جميعاً على مساهماتهم الفعالة والمباشرة في هدم قيم التميز والنجاح المشروع في المجتمع واعلاء قيم التواكل والتدليس والخداع. نحن نهنئهم جميعاً على قدرتهم الفذة في تجاهل حكم شرعي يخرج الغشاش من المؤمنين كاملي الايمان. حقيقة.. الأمر مؤلم للغاية وتزداد المرارة في الحلق وأنت تشاهد أو تسمع عن طلاب لا يتوانون عن محاولات الغش حتى في اختبارات مواد شرعية تبدأ اوراقها وتنتهي بقال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم.

قد يعجبك أيضًا
كيف نتعامل مع الأزمة المالية…؟!
العدالة أساس الإدارة
بين المنافسة المذمومة والمنافسة الشريفة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة