الرئيسية مقالات في الادارة

سيدة الأعمال بين زمن خديجة وزمن العولمة

بالطبع كلنا يعرف أن السيدة خديجة الزوجة الأولى لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كانت تملك تجارة كبيرة تجوب أنحاء الشام واليمن، وأنها ولت رسول الله ليقوم بشئون هذه التجارة بعدما لمست فيه الأمانة والصدق. بالفعل كانت خديجة سيدة أعمال ومن الطراز الأول، لأنها كانت تدير تجارتها بطريقة هيئت لها النجاح في هذا المجال. إذن تجربة دخول المرأة عالم الأعمال ليست جديدة. ولكن الجديد هو تغير بيئة العمل، وتميزها بسمات خاصة، هذه السمات أتاحت فرص أمام المرأة في عصرنا الحالي لاقتحام هذا المجال والنجاح فيه. وفي ذات الوقت تميزت بيئة العمل بسمات أفرزت عراقيل وصعوبات وتحديات أمام دخول المرأة هذا المجال. اختلف زمن العولمة والانفتاح عن زمن خديجة، في زمن خديجة لم تكن المنافسة حامية الوطيس، وكانت الأسواق بعيدة، ولم يكن هناك وسائل اتصال، ولم تكن هناك حركة تصنيع مستمرة، في زمن خديجة أدارت خديجة تجارتها من منزلها، فلم يكن متاحاً لها القدرة على التحرك والمتابعة. أصبح لزاماً على المرأة العربية أن تدرك طبيعة هذا الاختلاف. فعالم الأعمال أصبح يشهد مستوى مرتفع للغاية من المنافسة، والمنافسة تأخذ في كثير من الأحيان شكل الصراع نحو تحقيق الكسب المادي السريع. وفي معظم أسواقنا العربية لا توجد آلية فعالة لتنظيم عملية المنافسة، ومن ثم فالتجاوزات كثيرة في الأسواق. والمرأة التي تسعى لدخول هذا المجال عليها أن تكون دائماً حذرة، والحذر هنا لا يعني تجنب المخاطرة، ولكن يعني أن تدرك المرأة أن السوق فيه الأخيار والأشرار. وأن الثقة في الآخرين ليست مطلوبة في كل الأحوال. وأن عليها دائماً أن تتعامل في السوق بعقلها وحكمتها بعيداً عن عواطفها ومشاعرها الرقيقة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أصبح للإدارة الدور الرئيسي في حسم هذه المنافسة.  أصبح مطلوباً من سيدة الأعمال أن تطور مهارتها وقدراتها لتتمكن من إدارة أعمالها على أفضل وجه ممكن. عليها أن تتقن مهارة تنظيم العمل وتوجيهه، عليه أن تتقن مهارات الإدارة المالية لتكون مسيطرة تماماً على تدفقات أموالها.  وعليها أن تدرس علوم وفنون التسويق لتكون على دراية تامة بكيفية الوصول الفعال إلى الأسواق وتلبية احتياجات العملاء. عليها أن تتقن فنون القيادة فهي في كل الأحوال ستكون مطالبة بالتعامل مع موظفين وتوظيف قدراتهم بالشكل الملائم. عليها أن تكون ملمة بالكثير من النواحي القانونية حتى لا تتعرض لمشكلات تعرقل مسيرتها في هذا المجال. عليها أن تنمي في شخصيتها القدرة على التعامل مع الضغوط، فعالم العمال هو عالم الضغوط والنجاح فيه يرتبط بتحويل الضغوط إلى فرص للنجاح. من المهم جداً أيضاً أن تجيد سيدة الأعمال التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصال. فالأعمال الآن تدار بالناس وتدار بالتكنولوجيا في ذات الوقت. ولاشك أن قدرة سيدة الأعمال على النجاح في هذا المجال سيرتبط إلى حد كبير بقدرتها على اتخاذ قرارات فعالة في عملها، ومن ثم على المرأة أن تتخلى عن سماتها العاطفية في العمل لتحل محل منها سمات موضوعة وعقلانية وقدرة على التحليل والاستنتاج. ومع كل هذه التحديات يظل مطلوباً من سيدة الأعمال أن توازن بين حياتها الأسرية وحياتها العملية فلن يسعد المجتمع بسيدة أعمال تعقد الصفقات وفي ذات الوقت تتقدم باعتذار رسمي لأفراد أسرتها توضح فيه عدم قدرتها على تلبية احتياجاتهم

قد يعجبك أيضًا
الحب يصنع المعجزات..!
في مؤسساتنا…أضاحي!!
منتدى المسؤولية الاجتماعية.. حالة خاصة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة