الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

رمضان وخلافاتنا في العمل..!

رمضان لا ينزل بسكينته وهدوئه فقط على بيوتنا لكن الهدوء والسكينة من الممكن أن يمتدا إلى أعمالنا ومواقع عملنا. وإذا كنا في بيوتنا نستقبل فرصة عظيمة لتصفية خلافاتنا وترقيق قلوبنا ووضع نقطة كبيرة والبداية من أول السطر فنفس الأمر يسري على مؤسساتنا. ماقبل رمضان وما بعده مشاحنات العمل وصراعاته لا تتوقف، تزداد حدتها في الظروف الصعبة وربما تتحول أحياناً المؤسسة إلى جحيم لا يطاق، مؤسسات كثيرة دفعت ومازالت تدفع فاتورة ارتفاع حدة الصراعات بداخلها الظاهر منها والخفي.

وإذا كان للصراعات أسباب موضوعية فهناك أيضاً أسباب نفسية وشخصية تعمل كالوقود فتزيدها لهيباً واشتعالاً، لا أقصد الأولى فهي ترتبط بحلول علمية بل أقصد الثانية، رمضان قد يكون هو جنة المؤسسة ونعيمها الأبدي، حيث أن للصيام مفعوله على الأجساد فتهدأ حركتها وتميل للراحة أكثر مما تميل للعمل، وتميل للتسامح أكثر مما تميل للانتقام، وإذا كانت الانتاجية قد تتفاوت بين المؤسسات حيث ترتفع في مؤسسات وتنخفض في مؤسسات أخرى بحسب الثقافة السائدة في هذه المؤسسات، فإن رمضان فرصة لالتقاط الأنفاس، فرصة للتفكير بهدوء والتصرف بهدوء، من الممكن أن ينخفض نشاط العمل في رمضان لكن يرتفع نشاط التفكير والتأمل والمراجعة المؤسسية والفردية على حد سواء.
هناك مؤسسات تخصص الشهر الكريم لمراجعة سياساتها وخططها وأفكارها، على الجانب الآخر فالمدير عليه أن يكون أكثر هدوءاً في رمضان، تعامله مع موظفيه يرتقي وتغلب عليه الجوانب الروحانية على الجوانب العملية، رمضان فرصة لتأسيس علاقة جديدة مع الموظفين، مائدة إفطار تجمع الجميع قد تفكك صراعات عجزت غرف الاجتماعات عن تفكيكها، تصفية الخلافات وتقليل حدة الصراعات أمر وارد حدوثه في شهر رمضان بشرط التخطيط الجيد له، وضع خطة عمل خاصة في رمضان تشتمل في أحد جوانبها دعم العلاقات بين منسوبي المؤسسة يعد استثماراً عملياً للشهر الكريم وسماته، الموائد العامرة بالطعام في رمضان يمكن أن تتحول أيضاً إلى موائد تفاوض ومصارحة وتبادل آراء، إتاحة الفرصة للتعبير عن الشكاوى ومواضع الألم وبنية خالصة لله سبحانه وتعالى قد ينتج عنه ما يفوق توقعاتنا، أيضاً رمضان فرصتنا لاكتشاف الايجابيات في أنفسنا وفي الآخرين، رمضان له قدرة عجيبة على تحفيز الفرد على تقديم أفضل ما لديه وحسن استقبال أفضل ما لدى الآخرين، وهذا الفرد أقرب إلى تعاليم دينه في هذا الشهر مقارنة بأي شهر آخر.
المدير المتجهم والصارم والذي لا يكف على الحركة والضجيج قد يصبح حاله غير في رمضان، والموظف المغرم باستفزاز زميله ومديره قد يصبح حاله غير في رمضان، والمدير والموظف اللذان لا يكفان عن الاختلاف قد يتفقا في رمضان. لو كان الأمر بيدي أو في استطاعتي لأصطحبت مصلحين وأطباء قلوب يمرون على مؤسساتنا في رمضان فيعظوهم وينصحوهم ويؤلفوا بين قلوبهم ويحفزونهم على تغيير واقعهم ويساعدونهم على تأسيس بداية جديدة في رمضان نحن جميعاً الآن في أمس الحاجة اليها.

قد يعجبك أيضًا
الأوقات القاتلة
سنة أولى جامعة..!
مستشار في ورطة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة