الرئيسية مقالات في التعليم

رحلة طالب جامعي..!!

تتنافس الأمم والمجتمعات في (تجويد) العملية التعليمية، وتتنافس الجامعات في الدول المتقدمة في تشكيل شخصية ومعارف ومهارات طلابها وتمكينهم من التميز في سوق العمل، ونتيجة لاستراتيجيات متكاملة ومتطورة تبدأ منذ دخول الطفل إلى صفوف الحضانة، وتكتمل بوصوله إلى السنة النهائية بالجامعة، يصل الطالب الجامعي -في الدول المتقدمة- إلى مرحلة من النضج والقدرة على التفكير والإبداع وإتقان مهارات التعبير عن ذاته وأفكاره شفهياً وكتابيا،ً ومن ثم يصبح منتجا غالي الثمن والقيمة في سوق العمل، فيقدرونه حق قدره، ويكملون في المؤسسات رحلة بناء واستثمار هذا المنتج. إذن هي رحلة طويلة وشاقة ولكنها تبدأ من نقطة صحيحة، وتسير على المسار الصحيح لتصل إلى النهاية الصحيحة والمرجوة، أما عندنا فحدث ولا حرج، يصل الطالب إلى مرحلة الجامعة وهو يفتقد معرفة ومهارات من المفترض أنه امتلكها في

الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي، لنتصور حالة طالب جامعي لا يتقن الكتابة ويتلعثم في القراءة، ويلح على أستاذه الجامعي في طلب الأسئلة المغلقة التي تتطلب منه فقط أن يختار أو يرسم بسن قلمه علامة صح أو خطأ!! يعترف لأستاذه بأنه يكره الكتابة، وفي الأصل لا يجيدها ويقف بلا حول ولا قوة أمام سؤال مفتوح يطلب منه التحليل والعرض وتقديم الحلول!! هذا الطالب الجامعي الذي يعاني من فقدان القدرة على الكتابة والتعبير، سينتقل لاحقاً من قاعة الدراسة إلى خضم العمل المؤسسي، حيث الأسئلة المفتوحة والمواقف المعقدة في كل وقت وحين. كيف وصل هذا الطالب إلى مرحلة التعليم الجامعي؟ الإجابة عن السؤال لا تتطلب تفكيرا متعمقا أو دراسة علمية أو عقد ندوات ومؤتمرات أو عرض الحالة في برنامج الثامنة مع داوود!! مباشرة وبكل وضوح، هذا الطالب حصل على دعم مدرسيه منذ يومه الأول في المدرسة، هذا الدعم يتمثل في تخفيف عبء العمل عليه ومطالبته بالحد الأدنى من التكليفات ومساعدته في اجتياز الاختبارات بورقة أسئلة ترافقها ورقة إجابة!! وبالطبع تزداد المساعدات ويعامل التلميذ معاملة VIP إذا كان (زبون) درس خصوصي. مدرسون يؤدون مهامهم بعيداً عن سيطرة ضمائرهم، ومنهم من يكره مهنته ويتعامل معها باعتبارها سبباً للرزق ولا أكثر من ذلك، ومدرسون آخرون ينأون بأنفسهم وبأمزجتهم وبراحتهم بعيداً عن متاعب التقييم وتعديل مسارات وأداء التلاميذ، وإدارات مدارس تفتقد أدنى درجات الالتزام المهني، وتؤدي عملها من مكاتب مغلقة ومعزولة، وتكتفي بالتوقيع على نتائج الاختبارات التي تتعدى فيها نسبة النجاح 97% بكل تأكيد، فنسبة عدد الناجحين محددة مسبقاً ولها خط أحمر يعاقب من يتجاوزه!!. يتنقل التلميذ المدعم والمساند من عام إلى عام ومن مرحلة إلى مرحلة حتى يصل، بسلامة الله، إلى الجامعة لتبدأ بعدها مسيرة أخرى مختلفة، ولكنها بكل تأكيد لا تخلو من دعم ومساعدات متعمدة وغير متعمدة، ليتخرج الطالب حاملاً شهادته الجامعية الممهورة بعبارة (حامل الشهادة يقرأ بصعوبة ولا يكتب ولا يستطيع أن يؤدي عمله بدون دعم أو مساندة).

قد يعجبك أيضًا
نعمة كرسي المدير..!
تشريعات مع وقف التنفيذ..!
عندما بكى الطفل..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة