الرئيسية مقالات عامة

درس جديد بتوقيع سلمان العودة..!

أنعم الله علينا بعلماء ومفكرين يثرون حياتنا وينيرون دروبنا ويعينونا على مواجهة مشكلاتنا بآراء وتوجيهات وفقهم الله فيها وجعل فيها الخير كله. علينا أن نصون النعمة ونحمد الله على نعمته حتى يزيدنا منها وينفعنا  بها. أما أن نجحد النعمة ونهاجم علمائنا ونتصيد سقطاتهم أو نسلط عليهم من يشككون في نواياهم ويحذرون من خطرهم فإن المجتمع هو الخاسر الأكبر بهذا ولاشك.  الشيخ سلمان العودة واحد من هؤلاء الذين يملكون فكراً مستنيراً يستند على قاعدة ايمانية راسخة لا تتزعزع، الرجل عركته الحياة بتجاربها وخبراتها وكانت المعرفة هي سنده في وقت الرخاء ووقت الشدة. أنعم الله على الشيخ سلمان بنعمة القدرة على رؤية الأمور من جوانب مختلفة وأنعم عليه بنعمة القدرة على بناء رأي موضوعي دون تحيز أو تعصب فديدنه هو الارتفاع والسمو بنفسه وبفكره ليتمكن من رؤية الأحداث والمواقف بنظرة شاملة ومتعمقة في ذات الوقت.

في الأيام الماضية لم يفاجئنا الشيخ (أكرر لم يفاجئنا) بزيارة الكاتب المعروف عبده خال في مرضه نسال الله أن يمن عليه بالعفو والعافية، المسافة كبيرة جداً بين الرجلين من حيث الفكر والمنهج والطريق وهذا ليس تقليلاً من أحد ولكن لكل منا في حياته طريق يسلكه يعبر عن فكره وفلسفته في الحياة ومن ثم الاختلاف في الرؤية والوسائل والأهداف وارد دائماً، الكاتب المعروف عبده خال له معجبينه ومؤيدينه قطعاً الشيخ سلمان ليس بينهم، أيضاً الشيخ سلمان لايقف في الجانب الآخر الذي يهاجم آخربن اختلفوا معهم في الظاهر والباطن وقرروا أن يناصبوهم العداء في كل المواقف، الشيخ يقف في المنتصف يرى الأبيض والأسود يشيد بما ينفع ويرفض ما يضر وفي كل الأحوال لا يخشى في الله لومة لائم، الشيخ سلمان هو الذي وجه شكره لأعدائه في كتابه الجميل “شكراً أيها الأعداء” ومن ثم من يعرف الشيخ جيداً لم يتفاجئ بزيارته للكاتب والرسالة هنا التي يبعثها لنا هي من الطبيعي أن نختلف مع الآخر ولكن ليس من الطبيعي أن نناصب الآخر العداء خاصة إذا كان هذا الآخر ينضم معنا تحت راية الاسلام وحتى ولو لم ينضم فشريعتنا العظيمة بينت لنا كيف نتعامل بقيم الاسلام مع المختلفين عنا في الدين والعقيدة. ليس هذا فقط بل زيارة الشيخ للكاتب هي رسالة تدعو أفراد المجتمع إلى التماسك والتكافل والتسامح وهي قيم نحن في أمس الحاجة إليها الآن فتماسك المجتمع سيظل هو حائط الصد الأول ضد أي محاولات متعمدة أو غير متعمدة لتقويض أركانه أو تصدير الأزمات والمشكلات التي تضرب هدوءه واستقراره. موقف آخر نشهده على اليوتيوب لفضيلة الشيخ عندما يوجه له مقدم أحد البرامج سؤالاً يتعلق بموقفه من المفكر الراحل محمد عابد الجابري، الرجل أبدى تحفظه أو قلقه من بعض الكتابات ولكن في ذات الوقت أبدي اعجابه بكتابات أخرى وأنصف الكاتب في بعض أبحاثه وتصوراته وأشار الرجل إلى أمراً في غاية الأهمية وهو أن البشر ليسوا حجارة أو حديداً بل يتغيرون في مراحل مختلفة ويتطورون بتطور بحثهم ومعرفتهم ومن الخطأ كما أكد الشيخ الحكم على مفكر في مرحلة واحدة ولكن الصواب هو تقييم المفكر وأفكاره في كل مراحله فربما يبدأ المفكر براي أو قناعة وينتهي برأي مختلف أو قناعة مختلفة وبالفعل ما أشار إليه الشيخ حدث مع كثيرين وربما كان منهم المفكر الراحل الجابري. الشيخ سلمان يمتلك رؤية ثاقبة وثقافة متنوعة وقدرة على الادلاء بدلوه في قضايا كثيرة تهم المجتمع وتهم الناس وهو كما يجيد الاستماع والانصات للآخرين يجب علينا أيضاً أن ننصت له ونستفيد منه، نحن دائماً بحاجة لرأي مستنير خاصة وأن الواقع يواجهنا بتحديات معقدة تزداد خطورتها في حال مواجهتها برأي واحد أو اتجاه واحد، المرونة مطلوبة والفكر المنفتح مطلوب وتقدير وجهة نظر الآخر مطلوب والحوار الهادئ مطلوب ولكن غير المطلوب هو حالة الاستعداء التي أرى أنها تبلغ ذروتها الآن في عالمنا العربي والاسلامي. شكراً جزيلاً فضيلة الشيخ نفعنا الله بعلمك وأعاننا الله على شكر نعمته التي أنعمها علينا ممثلة في شخصكم العظيم.

 

قد يعجبك أيضًا
حفلات النجاح.. وحلم (الفيراري)..!
الوزير الزاهد…!
الفوضى التنظيمية في شركاتنا…خطر داهم..!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة