الرئيسية مقالات عامة

تذكرة.. داوود الشريان..!

منذ نحو 400 عام ويزيد قدم لنا الطبيب والصيدلي العربي الشيخ داود بن عمر الأنطاكي كتابه الشهير «تذكرة أولي الألباب» والذي اشتهر فيما بعد باسم «تذكرة داوود» وفيه قدم الشيخ الصيدلي حلولاً علاجية لأمراض عدة باستخدام أعشاب ومواد طبيعية وكان هذا الكتاب هو المرجع في طب الأعشاب والعطارة حتى يومنا هذا، وفي أجزائه الثلاثة عرض سبل العلاج باستخدام نحو ثلاثة آلاف نوع من أنواع النبات والأعشاب المختلفة..

القيمة التي قدمها هذا الكتاب وصاحبه هي تسهيل سبل التداوي والعلاج لكل الناس في زمان لم تتضح فيه معالم ومخرجات علوم الطب الحديث. اكتشف الناس مع تذكرة داوود أن كثيرا من الأوجاع والآلام يمكن شفاؤها بقليل أو مزيج من الأعشاب..

لا أخفي سعادتي بتذكرة داوود الشريان وبداوود نفسه.. ولا أخفي سعادتي بتوجه اعلامي كنا نفتقده زمنا طويلا.. وأتابع كمواطن سعودي البرنامج وقضاياه المطروحة أتأملها وأتحدث فيها مع من حولي.. أتألم.. أندهش.. أسأل.. أبحث عن اجابات.. ولكن لا أشغل نفسي أبداً ببحث ينطلق من سوء نية أو فقد للثقة عن خبايا البرنامج وحيل مقدمه ومعديه وداعميه.وبعد عدة قرون وعلى «شاشة العربية» وفي أوائل القرن الحادي والعشرين ظهر داوود الأنطاكي بمسمى مختلف وتوجه مختلف.. هو داوود الشريان ومرجعه هو برنامجه التليفزيوني «الثامنة مع داوود» وهذه المرة يقدم لنا الاعلامي داوود الشريان تذكرته ببساطة وتلقائية وطبيعية ميزت سلفه الأنطاكي، وإن كانت تذكرة الاعلامي داوود الشريان ليست للعلاج ولكن لتسليط الضوء على أمراض أو مشكلات اجتماعية ومجتمعية. حتى وإن كان داوود الشريان لا يقدم علاجاً لأمراض أو مشكلات -هو اعلامي في المقام الأول ويعمل في منظومة اعلامية تهدف الى الكشف والفحص أكثر مما تسعى إلى تقديم العلاج والحلول والتي هي من صميم اختصاص مسؤولين يتولون مواقع تنفيذية- إلا أنه فرض نفسه وفرض برنامجه علينا جميعاً وأغرانا بمتابعته ومتابعة القضايا التي يطرحها، نحن كمجتمع وكأفراد وكمؤسسات أيضاً كنا وما زلنا في أمس الحاجة للمصارحة والمكاشفة ومناقشة مشكلاتنا بجرأة وشجاعة لأنه لا يوجد مجتمع على وجه الأرض بلا مشكلات أو معوقات أو سلبيات وبداية الطريق دائماً هي الكشف والاعتراف بأن هناك مشكلة ينبغي حلها أو مرض ينبغي مواجهته.. الجميل أن طرح الشريان ذو مذاق سعودي وخليجي خالص، فقد تعودنا على أن نشاهد اعلاميين ومقدمي برامج وهم يرتدون ملابس فخمة ويحملون فوق رؤوسهم شعراً مصففاً وتلمع حول معاصمهم ساعات من ماركات عالمية ويتنمقون في الحديث لتكتمل الصورة الاعلامية، ولكن «في الثامنة مع داوود» نشاهد رجلاً في الخمسينيات يرتدي ثوباً وعقالاً مائلا ويتحدث بكل عفوية، وهو في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يكبح جماح غضبه ولا يتوانى في التراشق بالألفاظ مع ضيوفه أو مغضبيه.. يذكرنا دائماً بجلساتنا الشعبية ولقاءاتنا العفوية نتبادل العتاب والعناد وربما تسقط أشمغتنا من شدة الانفعال وبعدها بقليل نعود لحالتنا الطبيعية الأخوية. وفي مرات كثيرة يضحكنا الشريان بخفة دمه وتعليقاته التي تميز الخليجي الذي يبالغون في اتهامه أحياناً بالغلظة والقسوة.. الوجبة (القضية المطروحة) التي يقدمها الشريان في برنامجه مثل الكبسة السعودية شعبية خالصة ومشبعة حتى لو احتاجت لـ «سفن أب» لهضمها..!!
لا أخفي سعادتي بتذكرة داوود الشريان وبداوود نفسه.. ولا أخفي سعادتي بتوجه اعلامي كنا نفتقده زمنا طويلا.. وأتابع كمواطن سعودي البرنامج وقضاياه المطروحة أتأملها وأتحدث فيها مع من حولي.. أتألم.. أندهش.. أسأل.. أبحث عن اجابات .. ولكن لا أشغل نفسي أبداً ببحث ينطلق من سوء نية أو فقد للثقة عن خبايا البرنامج وحيل مقدمه ومعديه وداعميه.

قد يعجبك أيضًا
روح المنافسة..الفلسفة الغائبة
من يحمي المستهلك من نفسه؟!
ماذا تفعل حتى تحصد كراهيتهم؟!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة