الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة مقالات في التسويق

الحب يصنع المعجزات..!

في لحظة حب خالصة أخبر المدير التنفيذي صاحب الخبرات الطويلة والتاريخ المهني المشهود أحد مرؤوسيه المقربين بقرار اتخذه وسيقدم على تنفيذه وهو قانع وراض ومحب: ” العالم يتغير من حولنا وأشعر أنني غير قادر على التغير معه، ولكي ننقذ شركتنا من توابع التغيير علينا أن نتحرك جميعاً وبسرعة، وأولكم أنا، أنا سأتحرك خارج باب الشركة، الشركة الآن تحتاج إلى مدير جديد يحل محلي، مدير يملك دوافع جديدة وحوافز قوية ومتطورة، مدير يملك فكراً حديثاً يقود الشركة إلى الأمام، لو بقيت مكاني بفكري التقليدي وطريقتي التي أدمنتها في الإدارة لغرقتُ وغرقت معي الشركة، لذا قريباً جداً سأغادر فليس لي مكان هنا بعد الآن”. كان مديراً محباً لشركته، ولو كان كارهاً لها أو كانت مشاعره محايدة أو لم تصل مشاعره إلى هذا المستوى من الحب لظل مكانه وتشبث بمنصبه حتى آخر نفس من أنفاس الشركة..!

عزيزي القارئ إنه الحب، ويقولون أن الحب يصنع المعجزات، وشركاتنا ومؤسساتنا في أمس الحاجة للحب ومعجزاته. كيف يمكن أن نتعامل مع عملاء لا نحبهم أو نتعامل معهم لأننا مجبرون على التعامل معهم؟! مشاعر الشركة تجاه عملائها تتضح في كل نقطة اتصال وتواصل معهم، الشركات التي تقدم منتجات لا تشبع احتياجات عملائها هي شركات لا تحب عملائها، الشركات التي لا تنصت لعملائها لا تحب عملائها، الشركات التي لا تتقبل ردود أفعال عملائها لا تحب عملائها، الشركات التي تحجم عن الإبداع وتقديم الجديد لعملائها لا تحب عملائها. إذا لم تحب الشركة عملائها فمن تحب إذن؟! العملاء سبب وجود الشركة ومصير الشركة دائماً في قبضة أيديهم، العملاء أيضاً يعطون للشركة وبنفس راضية أموالهم من جهدهم وعرقهم، والعملاء ينصرون الشركة على منافسيها، وأحلام العاملين في الشركة كلها من أكبر مدير إلى أصغر موظف معلقة بأحلام عملائها. العملاء قطعاً سيبادلون الشركة حباً بحب، وهنا سيصنع حبهم المعجزات، نمو أرباح الشركة واتساع حصتها في السوق واستقرار أوضاعها وثباتها وقوتها في مواجهة الأزمات واستفادتها المستمرة بأفكار وتصورات عملائها، وجرأتها وشجاعتها في اقتناص الفرص ونمو قدراتها الإبداعية..الخ.
حب الموظف لعمله، صورة من صور الحب الذي يصنع المعجزات، المعجزات التي حققها موظفون في شركات شهدت ابداعاتهم المشهودة هي معجزات حب بالأساس، بالطبع لن يحب الموظف عمله وعمله لا يبدله الحب بحب، وضع الموظف المناسب في المكان المناسب هو أعظم أسرار هذا النوع من الحب، والكراهية في شركاتنا ومؤسساتنا ربما يكون أساسها هو غياب هذه القاعدة، توابع كراهية الوظيفة تنتشر في كل أرجاء الشركة. دعم الموظف في اكتشاف جوانب وظيفته وأثرها وقدرها في المكان أحد الوسائل الفعالة في صناعة حالة حب فريدة بين الموظف ووظيفته، ويظل التحفيز المادي والمعنوي للموظف هو فيتامينات هذا الحب ومضاده الحيوي في مواجهة تحديات لا يخلو منها عمل أو تسلم منها وظيفة.
ويبقى حب الموظفين لبعضهم البعض هو التحدي الكبير في بيئات عمل لا تخلو من منافسات وصراعات وينقصها في كثير من الأحيان حكمة الإدارة وقوتها وعدالتها ولا ينقصها ضعف بشري أمام عالم تقتله الماديات. البعض يظن أن حب الموظفين لبعضهم البعض يضر الشركة لأنهم قد يتعاونون على الإثم، هو يضر مصالحهم ولا يضر الشركة، لذلك أُبتليت بعض من شركاتنا ومؤسساتنا بمديرين كارهين لأنفسهم ولغيرهم شعارهم (فرق تسد) وللأسف كبّدوا شركاتهم ومؤسساتهم ومجتمعهم خسائر فادحة. العدالة هي أساس هذا الحب، التواصل المستمر والفعال والمفتوح بين الموظفين يدعم هذا الحب ويروي بذرته، روح الجماعية في العمل وقود لهذا الحب، لن نطمع في حالة مثالية الجميع يحب الجميع لكن على الأقل يظل الحب هو السائد والكره والصراع غير الصحي هو الاستثناء. بالفعل الحب يصنع المعجزات ونحن الآن جميعاً وعلى كل المستويات في أمس الحاجة لمعجزات.

قد يعجبك أيضًا
نوووووووم العافية..!
كيف تحقق مؤسساتنا التميز؟
قالوا عن النجاح..!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة