الرئيسية مقالات في التسويق

التسويق الداخلي…الوصول إلى القمة من العمق

لن تستطيع أي مؤسسة أن تقدم خدمة جيدة ما لم يكن لديها الموظفون القادرون على ذلك، هذه هي الحقيقة التي كانت سبباً في ظهور مفهوم التسويق الداخلي، ذلك المفهوم الذي يعبر عن منهج إشباع الاحتياجات الداخلية في المؤسسة، فالمؤسسة تمثل كياناً كبيراً يضم في طياته كيانات صغيرة ومتفاعلة، إدارات وأقسام وموظفون ومديرون ومشرفون، تفاصيل العمل تختلف ولكن الهدف واحد، أولويات العمل تختلف ولكن الهدف واحد، أهمية العمل تختلف ولكن الهدف واحد. التسويق في عمومه يعبر عن أنشطة تبادل تتم بين طرفين أو أكثر، كل طرف يسعى إلى تقديم قيمة إلى الآخر حتى تحقق عملية التبادل مصالح الجميع، وأي مؤسسة تزاول عمليات تبادل رئيسية وذلك بتعاملها مع عملائها حين تقدم لهم المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجاتهم ويقدمون هم الدعم المالي والمساندة المعنوية. هناك عمليات تبادل رئيسية أيضاً تتم داخل المؤسسة، وذلك بتعامل الإدارات والأقسام والموظفين والمديرين مع بعضهم البعض، وهناك تبادل رئيسي أيضاً يتم بين المؤسسة ممثلة في مجلس إدارتها وبين جميع العاملين في المؤسسة. على سبيل المثال وليس الحصر هناك تبادل بين إدارة التسويق وإدارة الإنتاج، وهناك تبادل بين إدارة الموارد البشرية وكافة الإدارات في المؤسسة، وهناك تبادل بين الإدارة المالية وكافة الإدارات في المؤسسة، وهناك تبادل بين الإدارة القانونية وكافة الإدارات في المؤسسة….وهكذا. عندما تتولى إدارة الموارد البشرية عملية استقطاب عناصر جديدة لإدارة الإنتاج يظهر مفهوم إشباع الاحتياجات، وعندما تتولى إدارة المشتريات تدبير مستلزمات الإنتاج يظهر مفهوم إشباع الاحتياجات، وعندما يقدم الإنتاج المخرجات لقسم التسويق يظهر مفهوم إشباع الاحتياجات، وعندما يقدم التسويق مدخلات لقسم الإنتاج يظهر مفهوم إشباع الاحتياجات، وعندما تقدم المؤسسة لموظفيها حزم التدريب والتحفيز يظهر مفهوم إشباع الاحتياجات. إذا كانت المؤسسة تسعى بشكل جاد إلى إشباع احتياجات موظفيها فإن الموظفين سوف يسعون بشكل جاد إلى تقديم خدمات عظيمة للمؤسسة من خلال خدمة عملائها، وعندما تسعى كل إدارة بشكل جاد إلى تلبية احتياجات إدارة أو إدارات أخرى فنحن بصدد منهج فعال لإشباع الاحتياجات داخل المؤسسة ومن ثم نحن بصدد أيضا مؤسسة قادرة على إشباع احتياجات عملائها خارج المؤسسة، هذه الفلسفة ترجمتها الشركات العالمية إلى رسالة وأهداف وخطط واستراتيجيات، التسويق الداخلي في مؤسسة الاتصالات ينبغي أن يكون فلسفة ومنهج عمل، فالخدمة التي تقدمها هذه المؤسسة لعملائها هي بالفعل خدمة غير عادية بل هي خدمة بوزن الذهب. إنها ليست خدمة جوال أو خدمة هاتف منزلي أو خدمة إنترنت، إنها خدمة تواصل مجتمع، خدمة تجعل الإنسان يشعر دائماً بأنه مؤثر في هذا المجتمع ومتفاعل معه، خدمة تؤدي وظائف حيوية في المجتمع اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، وكلما ارتفعت جودة الخدمة التي تقدمها مؤسسة الاتصالات كلما ارتفعت قدرة أفراد المجتمع ومؤسساته على التواصل، وعندما ترتفع القدرة على التواصل ترتفع القدرة على تحقيق إنجازات. الخدمة التي تقدمها مؤسسة الاتصالات تجوب العالم بأكمله، هذه الخدمة تستمد قوتها الدافعة من داخل الشركة. التسويق الداخلي في مؤسسة الاتصالات أو أي مؤسسة أخرى يعني تفعيل الاتصالات الداخلية في المؤسسة، تسهيل عملية تبادل المعلومات، وجود آلية للتعرف على الاحتياجات الداخلية، وجود آلية لتحديد المشكلات والمعوقات، الاقتراب بين الإدارات وبين الموظفين، انتشار ثقافة العمل الجماعي والمصلحة المشتركة، النجاح من خلال مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح، القدرة على إدارة حوار فعال وإيجابي بين جميع العاملين في المؤسسة، الإدراك الكامل والقناعة التامة برسالة المؤسسة وأهدافها وتوجهاتها نحو عملائها، القناعة التامة بأن أي نقطة اتصال بين إدارة وأخرى أو موظف وموظف أو مدير ومدير أو مدير وموظف هي نقطة تساوي فرصة سانحة لرفع جودة الخدمة المقدمة لعملاء المؤسسة. التسويق الداخلي في كل المؤسسات يسعى إلى الوصول إلى القمة من العمق.

قد يعجبك أيضًا
جواهرنا تتلألأ في الشورى..!
نقد الهيئة أم هدمها؟!
كيف تصبح مليونيراً في عشر دقائق..؟!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة