الرئيسية مقالات في التعليم

الأستاذ والطالب.. نبرئ من ونتهم من؟ (2)

في المقال السابق تحدثنا عن مسؤولية الأستاذ الجامعي في بناء علاقة فعالة وايجابية مع الطالب، التمسنا له العذر ولم نعفه من التقصير، ونضيف إلى ذلك أن التدريس رسالة في المقام الأول، وفي كل المهن هناك فارق بين من يتعامل مع مهنته باعتبارها رسالة وبين من يعتبرها مصدرا للتكسب والارتزاق،

والفارق كبير وكبير جداً بين الاثنين، ومن ثم عندما يتعامل الأستاذ الجامعي مع مهنته باعتبارها رسالة سيتحدى كل الظروف المحيطة به وسيبذل أقصى ما في وسعه لمساعدة الطالب ودعمه.. وفي المقابل هناك فارق كبير وكبير جداً بين طالب يبحث فقط عن شهادة كمسوغ للتعيين والوجاهة الاجتماعية وبين طالب يبحث عن العلم والمعرفة، وللأسف الشديد أدرك معظم الطلاب في جامعتنا قيمة الشهادة ولم يدركوا قيمة العلم، والأخطر من ذلك أن الطالب على استعداد كامل لفعل أقصى ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف، وأقصى ما في وسعه لا يتضمن الاجتهاد والعمل الدؤوب ولكنه يتضمن أحياناً كثيرة ممارسة الضغوط والتحايل على أساتذته كي يسمحوا له بالمرور وتحقيق غايته، في جامعاتنا كثير من الطلاب ينفرون من

قضيتنا الأساسية في جامعاتنا هي نشر وتثبيت ثقافة وقيم وسلوكيات ايجابية ومتطورة بين الطلاب وبين الأساتذة وحتى بين الموظفين والعاملين، وهذا يتأتى بالتوجيه والارشاد، وقبل ذلك أو بعد ذلك بالقوانين والاجراءات واللوائح.

المراجع ولا يتحملون عناء البحث عن كتاب، يريدون الأشياء سهلة كما يحصلون عليها من مطعم أو فندق أو محل يتسوقون فيه. في جامعاتنا كثير من الطلاب لا يتوانون في مساعدة بعضهم البعض ولكن في تبادل الواجبات والحلول والمهام التي من المفترض أن يؤديها كل بمفرده. في  جامعاتنا كثير من الطلاب يحضرون في القاعات الدراسية بأجسادهم وعقولهم مشغولة بأشياء أخرى بالطبع ليس من بينها التعلم واكتساب المعرفة. في جامعاتنا كثير من الطلاب لا يطلبون من أساتذتهم تعميق معرفتهم في موضوع ما أو توجيههم نحو المسلك المناسب لتطوير أدائهم ومهاراتهم، ولكنهم يطلبون مراراً وتكرارا الحصول على درجات اضافية أو قبول أعذار مختلقة لعدم التواجد في قاعات الدراسة.  أنني أحمل مؤسسات تعليمية سابقة للمرحلة الجامعية وأحمل الجامعات ذاتها وأحمل أسر الطلاب وذويهم مسؤولية كبيرة في تصنيع وصياغة شخصية الطالب، نحن في أمس الحاجة لبناء ثقافة وقيم ايجابية لدى طلابنا، نحن في أمس الحاجة كي نزرع في نفوسهم وعقولهم حب العلم والمعرفة، نحن في أمس الحاجة لنوقظ فيهم روح التحدي وتحقيق الذات، فهؤلاء الطلاب هم من سيقودون منظماتنا ومؤسساتنا في المستقبل القريب وقدرة مجتمعنا على التطور والتقدم سترتبط بقدراتهم وقيمهم وخبراتهم المكتسبة، قضية التعليم وبناء الطالب الباحث عن المعرفة والقادر على تحصيلها قضية في منتهى الخطورة، لدينا امكانيات متميزة تحسدنا عليها دول ومجتمعات انشغلت بعناء البحث عن لقمة العيش، معظم الجامعات السعودية الآن تطبق أحدث الأنظمة في مجال التعليم، الكثافة الطلابية بالجامعات حتى وان ارتفعت خلال السنوات الماضية الا أنها قليلة للغاية مقارنة بجامعات في دول أخرى يصل أعداد طلابها الى مئات الألوف. قضيتنا الأساسية في جامعاتنا هي نشر وتثبيت ثقافة وقيم وسلوكيات ايجابية ومتطورة بين الطلاب وبين الأساتذة وحتى بين الموظفين والعاملين، وهذا يتأتى بالتوجيه والارشاد، وقبل ذلك أو بعد ذلك بالقوانين والاجراءات واللوائح.

 

قد يعجبك أيضًا
تأشيرة دخول عالم الأعمال
ســر النجاح الوظيفي..!
شخصيتك في سوق الأسهم..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة