الرئيسية مقالات في الادارة

أنت المسؤول..!

أحمد يحمل شهادة جامعية في أحد التخصصات الإدارية ويدير شركة كبيرة .. مشكلة أحمد أنه دائما يُعزي ضعف أداء شركته وخسارتها المتكررة إلى ظروف المنافسة الشديدة أو إلى تعقد الأنظمة الحكومية أو إلى غزو البضائع الكورية أو الصينية لأسواق المنطقة ….خالد يعمل مديرا لشركة والده وهو أيضا يشتكي من سوء علاقاته ببقية الموظفين، ويعاني من انخفاض مستوى انتاجيتهم وانعدام ولائهم وحماسهم للعمل…

هذه الصور وغيرها كثير تبين ما يعانيه بعض المدراء وأصحاب الشركات من التعود على إلقاء التبعية وتوجيه اللوم عن تعثر الشركة أو انخفاض المبيعات أو الخروج من السوق إلى كل الاحتمالات الخارجية المتوقعة مثل كثرة المنافسين أو صغر حجم السوق أو تكاسل الموظفين أو غيرها من الأسباب التي يسعفه تفكيره الدفاعي ومنطقه الهروبي في التعرف عليها. وبالمقابل هو يغفل أو يتغافل عن دوره في الأحداث ونصيبه من المسؤولية عما ألت إليه النتائج. ونحن هنا لا ننكر تأثير كثير من العوامل السابقة على أداء الشركات ومؤسسات الأعمال، ولكننا لا نرضى أن تكون هي دائما الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا وتقصيرنا، ونتهرب من خلالها عن دورنا في صناعة الواقع ومسئوليتنا عن ظهور الأحداث.

لابد أن تشعر كمدير أو صاحب مشروع أنك أنت المسؤول عن نجاح أو فشل شركتك، وأن كل النتائج السلبية أو الإيجابية تحمل في مضمونها بصمتك الإدارية الخاصة بك وعليها توقيعك للسماح لها بالظهور في منشأتك. فأنت الذي تحدد طريقة العمل وأسلوب الادارة في الشركة، وأنت من يرسم الخطط والأهداف، ولك دور في تحديد مدى أهمية العميل ومستوى الخدمة المقدمة له. أيضا لا تنسى أنك أنت الذي سمحت للمنافسين أن يتفوقوا عليك، لأنك أهملت تطوير شركتك وموظفيك، فضلا على أنك أنت من عيَّن الموظفين ومن يملك فصلهم.

إنه من السهل أن تقول لنفسك ولغيرك: إن الأخطاء والتجاوزات حدثت بسبب تقصير وقع فيه غيرك أو تحاول إلقاء اللوم على الظروف المحيطة وتتهرب من تحمل المسؤولية، ولكن تأكد أنك  لن تحل المشكلة على الإطلاق، ولن تحدث أي تغير مهم في حياة شركتك إذا صورت شركتك على أنها ضحية، وأن هناك طرفا خارجيّا هو السبب فيما تعانيه شركتك، لأن هذا هو طريق الفاشلين الذين كثيرا ما يلجئون إلى إلقاء اللوم على الآخرين والتهرب من المسؤولية كوسيلة للدفاع عن النفس وحمايتها من ذنب التقصير وتهمة الخطأ سواء أمام شريك العمل أو أعضاء مجلس الإدارة أو الأعضاء المساهمين.   فلا تخدع نفسك ولا تخدع الآخرين ..وانظر إلى الحقيقة كما هي، وليس كما تريدها أن تكون، مهما كان الأمر مؤلما أو مروعا.

 

إن الشركات التي تسعى للنجاح وتطمع إلى التفوق ينبغي عليها أن تعترف بمسئوليتها عما وصلت إليه وتصارح نفسها والآخريين بجوانب التقصير والأخطاء التي ارتكبتها، لأن فهم هذه القاعدة والتمسك بهذا الاعتقاد يجعل هذه الشركات توجه نظرها إلى الموضع الصحيح، وتصل إلى أصل المشكلة ومنبع الخطأ، ومن ثم يؤدي بها إلى أن تصل إلى النتائج التي ترغبها والانتصار الذي تطمح إليه.

قد يعجبك أيضًا
نملة وصرصور وأسد في الشركة..!
سياحة المؤتمرات….السياحة على طريقتنا الخاصة
الطمع والوجه الآخر للعولمة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة