الرئيسية مقالات عامة

أتوقع أن…!

اجتمع هذا المدير مع ثلاثة من مدرسيه وقال لهم: بما أنكم أفضل ثلاثة مدرسين فقد اخترنا لكل منكم ثلاثين طالباً هم أحسن طلاب المدرسة ذكاء، وسوف تكون مهمتكم التدريس لهؤلاء الطلاب في صفوف خاصة، ولكن لا تخبروا الطلاب ولا تخبروا أهلهم، لأن هذا يفسد العملية، تعاملوا معهم بشكل عادي تماماً، واستخدموا المنهج العادي نفسه، ولكننا نتوقع لهم نتائج جيدة؛ وفعلاً كانت النتائج رائعة، وقال المدرسون: أنهم وجدوا الطلاب يتجاوبون ويفهمون بشكل لم يعتادوا عليه. تم تعريف المدرسين بعد ذلك أن الموضوع لم يكن سوى تجربة، وأن الطلاب هم طلاب عاديون جرى اختيار أسمائهم عشوائياً بلا ميزة خاصة. وفوق ذلك فان المدرسين أنفسهم هم عاديون أيضا جرى اختيار أسمائهم بالقرعة. عزيزي القارئ الحقيقة أن التوقعات تمارس دوراً كبيراً في حياتنا. وإذا ما قمنا بتحليل مشاكلنا في العمل وفي خارج العمل سنجد أن الكثير من المشكلات يرتبط بمفهوم التوقعات. حيث يصاب الإنسان بالإحباط عندما لا يتم الوفاء بتوقعاته، المدير يشتبك مع الموظف بسبب عدم الوفاء بتوقعاته والموظف يفعل نفس الشئ. الموظف يشتبك مع زميله بسبب عدم الوفاء بتوقعاته وزميله يفعل نفس الشئ.  الزوج يشتبك مع زوجته بسبب عدم الوفاء بتوقعاته وهي تفعل نفس الشئ. الأب ينفعل على أبنائه بسبب عدم الوفاء بتوقعاته وهم يفعلون نفس الشئ. وفي معظم الحالات تحدث المشكلة بسبب عدم التصريح بالتوقعات، بمعنى أن المدير يتوقع لكن لا يصرح بتوقعاته للموظف، الزوج يتوقع ولكن لا يصرح بتوقعاته للزوجة، وهكذا. عندما يقول المدير لمرؤوسه أتوقع منك أن تفعل كذا وكذا. هذه الكلمات تخلق لدى الموظف شعوراً بالتحدي لأنه أدرك الحدود التي ينبغي عدم تجاوزها، أدرك أن مديره سيشعر بالرضا إذا قام هو بالعمل كما يتوقع مديره منه، التوقعات دائماً تؤدي إلى خلق هادف واضح لدى الإنسان، هذا الهدف يضع له الإطار بما ينبغي فعله وما ينبغي عدم فعله، ليس هذا فقط بل أن هذه التوقعات تحدد المسؤولية على الطرفين، فالمتوقع منه مسئول عن الوفاء بتوقعات الطرف الآخر، والطرف الآخر مسئول عن مكافأة المتوقع منه طالما أنه أوفي بالتوقعات المطلوبة. كل مدير مطلوب منه أن يوضح توقعاته لموظفه، توقعاته بشان أدائه، توقعاته بشان سلوكياته، توقعاته بشأن تطوير ذاته، وكل موظف مطلوب أن يوضح توقعاته لمديره، توقعاته بشأن الاستماع إلى مشاكله، توقعاته بشان أسلوب تحفيزه، توقعاته بشان تدعيمه ومساندته.  ونحن جميعاً مطالبين بتوضيح توقعاتنا من الآخرين للآخرين. ودائماً يجب أن تكون توقعاتنا عادلة لا تحمل الآخر فوق طاقته، ولا تكون متواضعة بحيث لا يستثمر الآخر كامل طاقته.

قد يعجبك أيضًا
مؤسسة النحل
القادة والتعليم المستمر
سبب التوجه الإعلاني في شهر رمضان

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة